اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن أبي جعفر الصائغ ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة ، فقلت له : جعلت فداك ، رأيت رؤيا عجيبة. فقال لي : «يا ابن مسلم هاتها ، فإن العالم بها جالس» وأومأ بيده إلى أبي حنيفة. قال : فقلت : رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي ، فكسرت جوزا كثيرا ، ونثرته علي ، فتعجبت من هذه الرؤيا. فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك ، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله. فقال أبو عبد الله عليه السلام : «أصبت والله يا أبا حنيفة». قال : ثم خرج أبو حنيفة من عنده ، فقلت : جعلت فداك ، إني كرهت تعبير هذا الناصب. فقال : «يا ابن مسلم لايسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبره». قال : فقلت له : جعلت فداك ، فقولك : أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال : «نعم ، حلفت عليه أنه أصاب الخطأ». قال : فقلت له : فما تأويلها؟ قال : «يا ابن مسلم ، إنك تتمتع بامرأة ، فتعلم بها أهلك ، فتمزق عليك ثيابا جددا ، فإن القشر كسوة اللب». قال ابن مسلم : فو الله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلا صبيحة الجمعة ، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية ، فأعجبتني ، فأمرت غلامي فردها ، ثم أدخلها داري ، فتمتعت بها ، فأحست بي وبها أهلي ، فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد . وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد الله عليه السلام ، فقال له : يا ابن رسول الله ، رأيت رؤيا هالتني ، رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني ، وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب. فقال : «يا موسى ، توقع الموت صباحا ومساء ، فإنه ملاقينا ، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم ، فما كان اسم صهرك؟» قال : حسين ، فقال : «أما إن رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله عليه السلام ، فإن كل من عانق سمي الحسين يزوره إن شاء الله».