Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام الخراساني ، عن المفضل بن عمر ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌ السلام بالكوفة أيام قدم على أبي العباس ، فلما انتهينا إلى الكناسة قال : «هاهنا صلب عمي زيد رحمه‌الله». ثم مضى حتى انتهى إلى طاق الزياتين وهو آخر السراجين ، فنزل ، وقال : «انزل ؛ فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم عليه‌ السلام وأنا أكره أن أدخله راكبا». قال : قلت : فمن غيره عن خطته؟ قال : «أما أول ذلك الطوفان في زمن نوح عليه‌ السلام ، ثم غيره أصحاب كسرى ونعمان ، ثم غيره بعد زياد بن أبي سفيان». فقلت : وكانت الكوفة ومسجدها في زمن نوح عليه‌ السلام؟ فقال لي : «نعم يا مفضل ، وكان منزل نوح وقومه في قرية على منزل من الفرات مما يلي غربي الكوفة». قال : «وكان نوح عليه‌ السلام رجلا نجارا ، فجعله الله ـ عزوجل ـ نبيا وانتجبه ، ونوح عليه‌ السلام أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء». قال : «ولبث نوح عليه‌ السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله عزوجل ، فيهزؤون به ويسخرون منه ، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم ، فقال : (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) فأوحى الله ـ عزوجل ـ إلى نوح : أن اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها ، فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده ، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها». قال المفضل : ثم انقطع حديث أبي عبد الله عليه‌ السلام عند زوال الشمس ، فقام أبو عبد الله عليه‌ السلام ، فصلى الظهر والعصر ، ثم انصرف من المسجد ، فالتفت عن يساره ، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين ـ وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم ـ فقال لي : «يا مفضل ، وهاهنا نصبت أصنام قوم نوح عليه‌ السلام : يغوث ويعوق ونسرا» ثم مضى حتى ركب دابته. فقلت : جعلت فداك ، في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها؟ قال : «في دورين». قلت : وكم الدورين؟ قال : «ثمانين سنة». قلت : وإن العامة يقولون : عملها في خمسمائة عام. فقال : «كلا ، كيف والله يقول : (ووحينا) . قال : قلت : فأخبرني عن قول الله عز وجل : (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) فأين كان موضعه؟ وكيف كان؟ فقال : «كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد». فقلت له : فإن ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ، ثم قلت له : وكان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال : «نعم ، إن الله ـ عزوجل ـ أحب أن يري قوم نوح آية ، ثم إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ، والعيون كلهن فيضا ، فغرقهم الله عز ذكره ، وأنجى نوحا ومن معه في السفينة». فقلت له : كم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء وخرجوا منها؟ فقال : «لبثوا فيها سبعة أيام ولياليها ، وطافت بالبيت أسبوعا ، ثم استوت على الجودي ، وهو فرات الكوفة» . فقلت له : إن مسجد الكوفة قديم؟ فقال : «نعم ، وهو مصلى الأنبياء صلى الله عليهم ، ولقد صلى فيه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله حين أسري به إلى السماء ، فقال له جبرئيل : يا محمد ، هذا مسجد أبيك آدم عليه‌ السلام ، ومصلى الأنبياء عليهم‌السلام ، فانزل فصل فيه ، فنزل فصلى فيه ، ثم إن جبرئيل عليه‌ السلام عرج به إلى السماء».


   Back to List