Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن أبان بن عثمان ، عمن حدثه : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «قام رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله على التل الذي عليه مسجد الفتح في غزوة الأحزاب في ليلة ظلماء قرة ، فقال : من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنة؟ فلم يقم أحد ، ثم أعادها ، فلم يقم أحد» ـ فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام بيده : «وما أراد القوم؟! أرادوا أفضل من الجنة؟!» ـ «ثم قال : من هذا؟ فقال : حذيفة ، فقال : أما تسمع كلامي منذ الليلة ولا تكلم؟ أقبرت ؟ فقام حذيفة وهو يقول : القر والضر ـ جعلني الله فداك ـ منعني أن أجيبك. فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم ، فلما ذهب ، قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله حتى ترده ، وقال له رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : يا حذيفة ، لاتحدث شيئا حتى تأتيني ، فأخذ سيفه وقوسه وحجفته . قال حذيفة : فخرجت وما بي من ضر ولا قر ، فمررت على باب الخندق وقد اعتراه المؤمنون والكفار. فلما توجه حذيفة ، قام رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ونادى : يا صريخ المكروبين ، ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي ، فقد ترى حالي وحال أصحابي. فنزل عليه جبرئيل عليه‌ السلام ، فقال : يا رسول الله ، إن الله ـ عز ذكره ـ قد سمع مقالتك ودعاءك ، وقد أجابك وكفاك هول عدوك . فجثا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله على ركبتيه وبسط يديه وأرسل عينيه ، ثم قال : شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي ، ثم قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : قد بعث الله ـ عزوجل ـ عليهم ريحا من السماء الدنيا فيها حصى ، وريحا من السماء الرابعة فيها جندل . قال حذيفة : فخرجت فإذا أنا بنيران القوم ، وأقبل جند الله الأول ريح فيها حصى ، فما تركت لهم نارا إلا أذرتها ، ولا خباء إلاطرحته ، ولا رمحا إلا ألقته حتى جعلوا يتترسون من الحصى ، فجعلنا نسمع وقع الحصى في الأترسة ، فجلس حذيفة بين رجلين من المشركين ، فقام إبليس في صورة رجل مطاع في المشركين ، فقال : أيها الناس ، إنكم قد نزلتم بساحة هذا الساحر الكذاب ، ألا وإنه لن يفوتكم من أمره شيء ، فإنه ليس سنة مقام ، قد هلك الخف والحافر ، فارجعوا ولينظر كل رجل منكم من جليسه. قال حذيفة : فنظرت عن يميني ، فضربت بيدي ، فقلت : من أنت؟ فقال : معاوية ، فقلت للذي عن يساري : من أنت؟ فقال : سهيل بن عمرو. قال حذيفة : وأقبل جند الله الأعظم ، فقام أبو سفيان إلى راحلته ، ثم صاح في قريش : النجاء النجاء ، وقال طلحة الأزدي : لقد زادكم محمد بشر ، ثم قام إلى راحلته وصاح في بني أشجع : النجاء النجاء ، وفعل عيينة بن حصن مثلها ، ثم فعل الحارث بن عوف المري مثلها ، ثم فعل الأقرع بن حابس مثلها ، وذهب الأحزاب ورجع حذيفة إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله فأخبره الخبر». وقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : «إنه كان ليشبه يوم القيامة».


   Back to List