Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عنه ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، قال : دخلت المسجد الحرام ، فرأيت مولى لأبي عبد الله عليه‌ السلام ، فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، فإذا أنا بأبي عبد الله عليه‌ السلام ساجد ، فانتظرته طويلا ، فطال سجوده علي ، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجد ، فسألت مولاه : متى سجد؟ فقال : من قبل أن تأتينا. فلما سمع كلامي رفع رأسه ، ثم قال : «أبا محمد ، ادن مني» فدنوت منه ، فسلمت عليه ، فسمع صوتا خلفه ، فقال : «ما هذه الأصوات المرتفعة؟» فقلت : هؤلاء قوم من المرجئة والقدرية والمعتزلة ، فقال : «إن القوم يريدوني ، فقم بنا» فقمت معه ، فلما أن رأوه نهضوا نحوه ، فقال لهم : «كفوا أنفسكم عني ، ولا تؤذوني وتعرضوني للسلطان ؛ فإني لست بمفت لكم» ثم أخذ بيدي وتركهم ومضى. فلما خرج من المسجد قال لي : «يا أبا محمد ، والله لو أن إبليس سجد لله ـ عز ذكره ـ بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ، ما نفعه ذلك ولا قبله الله ـ عز ذكره ـ ما لم يسجد لآدم كما أمره الله ـ عزوجل ـ أن يسجد له ، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وبعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله لهم ، فلن يقبل الله ـ تبارك وتعالى ـ لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله ـ عزوجل ـ من حيث أمرهم ، ويتولوا الإمام الذي أمروا بولايته ، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ـ عزوجل ـ ورسوله لهم. يا أبا محمد ، إن الله افترض على أمة محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله خمس فرائض : الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، وولايتنا ؛ فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا ، لا والله ما فيها رخصة».


   Back to List