اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : (الم غلبت الروم في أدنى الأرض)؟ قال : فقال : «يا أبا عبيدة ، إن لهذا تأويلا لايعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلوات الله عليهم ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة ، وأظهر الإسلام ، كتب إلى ملك الروم كتابا ، وبعث به مع رسول يدعوه إلى الإسلام ، وكتب إلى ملك فارس كتابا يدعوه إلى الإسلام ، وبعثه إليه مع رسوله ، فأما ملك الروم ، فعظم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأكرم رسوله ، وأما ملك فارس ، فإنه استخف بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومزقه واستخف برسوله ، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم ، وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس ، وكانوا لناحيته أرجى منهم لملك فارس ، فلما غلب ملك فارس ملك الروم ، كره ذلك المسلمون واغتموا به ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ بذلك كتابا قرآنا (الم غلبت الروم في أدنى الأرض) يعني غلبتها فارس في أدنى الأرض وهي الشامات وما حولها ، (وهم) يعني وفارس (من بعد غلبهم) الروم (سيغلبون) يعني يغلبهم المسلمون (في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) عزوجل ، فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها ، فرح المسلمون بنصر الله عزوجل». قال : قلت : أليس الله ـ عزوجل ـ يقول : (في بضع سنين) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وفي إمارة أبي بكر ، وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر؟ فقال : «ألم أقل لكم : إن لهذا تأويلا وتفسيرا ، والقرآن ـ يا أبا عبيدة ـ ناسخ ومنسوخ ، أما تسمع لقول الله عز وجل : (لله الأمر من قبل ومن بعد) يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخر ما قدم ، ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين ، فذلك قوله عزوجل : (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) أي يوم يحتم القضاء بالنصر».