اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «كان علي عليه السلام يقوم في المطر أول ما يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته وثيابه ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، الكن الكن ، فقال : إن هذا ماء قريب العهد بالعرش ، ثم أنشأ يحدث ، فقال : إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات ، فإذا أراد الله ـ عز ذكره ـ أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم أوحى الله إليه ، فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى سماء الدنيا ـ فيما أظن ـ فيلقيه إلى السحاب ، والسحاب بمنزلة الغربال ، ثم يوحي إلى الريح أن اطحنيه ، وأذيبيه ذوبان الماء ، ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا ، فامطري عليهم ، فيكون كذا وكذا عبابا وغير ذلك ، فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ، فليس من قطرة تقطر إلا ومعها ملك حتى يضعها موضعها ، ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلا بعدد معدود ، ووزن معلوم إلا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام ؛ فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد» . قال : وحدثني أبو عبد الله عليه السلام ، قال : «قال لي أبي عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله ـ عزوجل ـ جعل السحاب غرابيل للمطر هي تذيب البرد حتى يصير ماء لكي لايضر به شيئا يصيبه ، والذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله ـ عزوجل ـ يصيب بها من يشاء من عباده». ثم قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاتشيروا إلى المطر ولا إلى الهلال ؛ فإن الله يكره ذلك».