اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عنه ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) . قال : «نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم ، وتعاهدوا وتوافقوا : لئن مضى محمد لاتكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهم هذه الآية». قال : قلت : قوله عزوجل : (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) ؟ قال : «وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم». قال أبو عبد الله عليه السلام : «لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين عليه السلام ، وهكذا كان في سابق علم الله ـ عز وجل ـ الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين ، وخرج الملك من بني هاشم ، فقد كان ذلك كله». قلت : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) ؟ قال : «الفئتان ، إنما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة ، وهم أهل هذه الآية ، وهم الذين بغوا على أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لايرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ؛ لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين ، وهي الفئة الباغية كما قال الله تعالى ، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليه السلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة ، إنما من عليهم وعفا ، وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وآله بأهل مكة ، حذو النعل بالنعل». قال : قلت : قوله عزوجل : (والمؤتفكة أهوى)؟ قال : «هم أهل البصرة ، هي المؤتفكة». قلت : (والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات)؟ قال : «أولئك قوم لوط ؛ ائتفكت عليهم : انقلبت عليهم».