Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عنه ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، قال : أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر عليه‌ السلام من المدينة إلى الشام ، فأنزله منه ، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم ، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك ، فقال : «ما لهؤلاء؟ ألهم عيد اليوم؟». فقالوا : لايا ابن رسول الله ، ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ، فيسألونه عما يريدون ، وعما يكون في عامهم. فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «وله علم؟». فقالوا : هو من أعلم الناس ، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه‌ السلام. قال : «فهل نذهب إليه؟». قالوا : ذاك إليك يا ابن رسول الله. قال : فقنع أبو جعفر عليه‌ السلام رأسه بثوبه ، ومضى هو وأصحابه ، فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل ، فقعد أبو جعفر عليه‌ السلام وسط النصارى هو وأصحابه ، وأخرج النصارى بساطا ، ثم وضعوا الوسائد ، ثم دخلوا فأخرجوه ، ثم ربطوا عينيه ، فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى ، ثم قصد قصد أبي جعفر عليه‌ السلام ، فقال : يا شيخ ، أمنا أنت ، أم من الأمة المرحومة؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «بل من الأمة المرحومة». فقال : أفمن علمائهم أنت ، أم من جهالهم؟ فقال : «لست من جهالهم». فقال النصراني : أسألك ، أم تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «سلني». فقال النصراني : يا معشر النصارى ، رجل من أمة محمد يقول : سلني ، إن هذا لمليء بالمسائل ، ثم قال : يا عبد الله ، أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار : أي ساعة هي؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ». فقال النصراني : فإذا لم تكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار ، فمن أي الساعات هي؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «من ساعات الجنة ، وفيها تفيق مرضانا». فقال النصراني : فأسألك ، أم تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «سلني». فقال النصراني : يا معشر النصارى ، إن هذا لمليء بالمسائل ، أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون؟ أعطني مثلهم في الدنيا. فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط». فقال النصراني : ألم تقل ما أنا من علمائهم؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «إنما قلت لك : ما أنا من جهالهم». فقال النصراني : فأسألك ، أو تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «سلني». فقال : يا معشر النصارى ، والله لأسألنه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل . فقال له : «سل». فقال : أخبرني عن رجل دنا من امرأته ، فحملت باثنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة ، وولدتهما في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في قبر واحد ، عاش أحدهما خمسين ومائة سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة ، من هما؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «هما عزير وعزرة ، كانا حملت أمهما بهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة ، ثم أمات الله ـ تبارك وتعالى ـ عزيرا مائة سنة ، ثم بعث وعاش مع عزرة هذه الخمسين سنة ، وماتا كلاهما في ساعة واحدة». فقال النصراني : يا معشر النصارى ، ما رأيت بعيني قط أعلم من هذا الرجل ، لاتسألوني عن حرف وهذا بالشام ، ردوني. قال : فردوه إلى كهفه ، ورجع النصارى مع أبي جعفر عليه‌ السلام. حديث أبي الحسن موسى عليه‌ السلام


   Back to List