Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه‌ السلام ، قال : «إن الله ـ تبارك وتعالى ـ عهد إلى آدم عليه‌ السلام أن لا يقرب هذه الشجرة ، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها ، نسي فأكل منها ، وهو قول الله عزوجل : (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) . فلما أكل آدم عليه‌ السلام من الشجرة أهبط إلى الأرض ، فولد له هابيل وأخته توأم ، وولد له قابيل وأخته توأم. ثم إن آدم عليه‌ السلام أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا ، وكان هابيل صاحب غنم ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب هابيل كبشا من أفاضل غنمه ، وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق ، فتقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربان قابيل ، وهو قول الله عزوجل : (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر) إلى آخر الآية ، وكان القربان تأكله النار ، فعمد قابيل إلى النار ، فبنى لها بيتا وهو أول من بنى بيوت النار ، فقال : لأعبدن هذه النار حتى تتقبل مني قرباني. ثم إن إبليس لعنه الله أتاه ـ وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ـ فقال له : يا قابيل ، قد تقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربانك ، وإنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، ويقولون : نحن أبناء الذي تقبل قربانه ، فاقتله كيلا يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، فقتله ، فلما رجع قابيل إلى آدم عليه‌ السلام ، قال له : يا قابيل ، أين هابيل؟ فقال : اطلبه حيث قربنا القربان ، فانطلق آدم ، فوجد هابيل قتيلا ، فقال آدم عليه‌ السلام : لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل ، وبكى آدم عليه‌ السلام على هابيل أربعين ليلة ، ثم إن آدم سأل ربه ولدا ، فولد له غلام ، فسماه هبة الله ؛ لأن الله ـ عزوجل ـ وهبه له وأخته توأم . فلما انقضت نبوة آدم عليه‌ السلام واستكمل أيامه ، أوحى الله ـ عزوجل ـ : أن يا آدم ، قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ، فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وآثار النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، ويعرف به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح ، وبشر آدم بنوح عليه‌ السلام فقال : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ باعث نبيا اسمه نوح ، وإنه يدعو إلى الله ـ عز ذكره ـ ويكذبه قومه ، فيهلكهم الله بالطوفان ، وكان بين آدم وبين نوح عليه‌ السلام عشرة آباء أنبياء وأوصياء كلهم ، وأوصى آدم عليه‌ السلام إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به ، فإنه ينجو من الغرق. ثم إن آدم عليه‌ السلام مرض المرضة التي مات فيها ، فأرسل هبة الله ، وقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة ، فأقرئه مني السلام ، وقل له : يا جبرئيل ، إن أبي يستهديك من ثمار الجنة ، فقال له جبرئيل : يا هبة الله ، إن أباك قد قبض ، وإنا نزلنا للصلاة عليه ، فارجع ، فرجع ، فوجد آدم عليه‌ السلام قد قبض ، فأراه جبرئيل كيف يغسله ، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه ، قال هبة الله : يا جبرئيل ، تقدم فصل على آدم ، فقال له جبرئيل : إن الله ـ عزوجل ـ أمرنا أن نسجد لأبيك آدم وهو في الجنة ، فليس لنا أن يؤم شيئا من ولده ، فتقدم هبة الله ، فصلى على أبيه وجبرئيل خلفه وجنود الملائكة ، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة ، فأمر جبرئيل عليه‌ السلام ، فرفع خمسا وعشرين تكبيرة ، والسنة اليوم فينا خمس تكبيرات ، وقد كان يكبر على أهل بدر تسعا وسبعا . ثم إن هبة الله لما دفن أباه ، أتاه قابيل ، فقال : يا هبة الله ، إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا ، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل ، فتقبل قربانه ، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب ، فيفتخرون على عقبي ، فيقولون : نحن أبناء الذي تقبل قربانه ، وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا ، قتلتك كما قتلت أخاك هابيل. فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا عليه‌ السلام ، وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم عليه‌ السلام ، فوجدوا نوحا عليه‌ السلام نبيا قد بشر به آدم عليه‌ السلام ، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه. وقد كان آدم عليه‌ السلام وصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يوم عيدهم ، فيتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه ، وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وإنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عزوجل : (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) إلى آخر الآية. وكان من بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن ، فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ وهو قول الله عز وجل : (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك) يعني لم أسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الأنبياء عليهم‌السلام. فمكث نوح عليه‌ السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد ، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء عليهم‌السلام الذين كانوا بينه وبين آدم عليه‌ السلام ، وذلك قول الله عزوجل : (كذبت قوم نوح المرسلين) يعني من كان بينه وبين آدم عليه‌ السلام إلى أن انتهى إلى قوله عز وجل : (وإن ربك لهو العزيز الرحيم). ثم إن نوحا عليه‌ السلام لما انقضت نبوته واستكملت أيامه ، أوحى الله ـ عزوجل ـ إليه أن يا نوح ، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، فإني لن أقطعها كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء عليهم‌السلام التي بينك وبين آدم عليه‌ السلام ، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، وتعرف به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر. وبشر نوح ساما بهود عليه‌ السلام ، فكان فيما بين نوح وهود من الأنبياء عليهم‌السلام ، وقال نوح : إن الله باعث نبيا يقال له : هود ، وإنه يدعو قومه إلى الله ـ عزوجل ـ فيكذبونه ، والله ـ عزوجل ـ مهلكهم بالريح ، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه ، فإن الله ـ عزوجل ـ ينجيه من عذاب الريح. وأمر نوح عليه‌ السلام ابنه ساما أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يومئذ عيدا لهم ، فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم والإيمان والاسم الأكبر ومواريث العلم وآثار علم النبوة ، فوجدوا هودا نبيا عليه‌ السلام وقد بشر به أبوهم نوح عليه‌ السلام ، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه ، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل : (وإلى عاد أخاهم هودا) وقوله عز وجل : (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون) وقال تبارك وتعالى : (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) وقوله : (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا) لنجعلها في أهل بيته (ونوحا هدينا من قبل) لنجعلها في أهل بيته ، وأمر العقب من ذرية الأنبياء عليهم‌السلام من كان قبل إبراهيم لإبراهيم عليه‌ السلام ، فكان بين إبراهيم وهود من الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ وهو قول الله عزوجل : (وما قوم لوط منكم ببعيد) وقوله عز ذكره : (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي) وقوله عزوجل : (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) . فجرى بين كل نبيين عشرة أنبياء وتسعة وثمانية أنبياء كلهم أنبياء ، وجرى لكل نبي ما جرى لنوح ـ صلى الله عليه ـ وكما جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ـ صلوات الله عليهم ـ ، حتى انتهت إلى يوسف بن يعقوب عليهما‌السلام ، ثم صارت من بعد يوسف في أسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى عليه‌ السلام ، فكان بين يوسف وبين موسى من الأنبياء عليهم‌السلام ، فأرسل الله موسى وهارون عليهما‌السلام إلى فرعون وهامان وقارون ، ثم أرسل الرسل تترى (كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث). وكانت بنو إسرائيل تقتل نبيا واثنان قائمان ، ويقتلون اثنين وأربعة قيام حتى أنه كان ربما قتلوا في اليوم الواحد سبعين نبيا ، ويقوم سوق قتلهم آخر النهار . فلما نزلت التوراة على موسى عليه‌ السلام بشر بمحمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وكان بين يوسف وموسى من الأنبياء ، وكان وصي موسى يوشع بن نون عليه‌ السلام ، وهو فتاه الذي ذكره الله ـ عز وجل ـ في كتابه. فلم تزل الأنبياء تبشر بمحمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله حتى بعث الله ـ تبارك وتعالى ـ المسيح عيسى بن مريم ، فبشر بمحمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وذلك قوله تعالى : (يجدونه) يعني اليهود والنصارى (مكتوبا) يعني صفة محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله (عندهم) يعني (في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى : (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) وبشر موسى وعيسى بمحمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله كما بشر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ بعضهم ببعض حتى بلغت محمدا صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله. فلما قضى محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله نبوته واستكملت أيامه ، أوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إليه : يا محمد ، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) وإن الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ، ولا إلى نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ، فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبياءه وأصفياءه من الآباء والإخوان والذرية التي بعضها من بعض ، فذلك قوله جل وعز : (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) . فأما الكتاب فهو النبوة ، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة ، وأما الملك العظيم فهم الأئمة من الصفوة ، وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض ، والعلماء الذين جعل الله فيهم البقية ، وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا والعلماء ، ولولاة الأمر استنباط العلم ، وللهداة ، فهذا شأن الفضل من الصفوة والرسل والأنبياء والحكماء وأئمة الهدى والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله ـ عزوجل ـ واستنباط علم الله ، وأهل آثار علم الله من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء عليهم‌السلام من الآباء والإخوان والذرية من الأنبياء ، فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله ـ عزوجل ـ (16) وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء عليهم‌السلام فقد خالف أمر الله ـ عزوجل ـ وجعل الجهال ولاة أمر الله ، والمتكلفين بغير هدى من الله ـ عزوجل ـ وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله ، فقد كذبوا على الله ورسوله ، ورغبوا عن وصيه عليه‌ السلام وطاعته ، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله ـ تبارك وتعالى ـ فضلوا وأضلوا أتباعهم ، ولم يكن لهم حجة يوم القيامة ، إنما الحجة في آل إبراهيم عليه‌ السلام ؛ لقول الله عزوجل : (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) فالحجة الأنبياء عليهم‌السلام وأهل بيوتات الأنبياء عليهم‌السلام حتى تقوم الساعة ؛ لأن كتاب الله ينطق بذلك ، وصية الله بعضها من بعض التي وضعها على الناس ، فقال عز وجل : (في بيوت أذن الله أن ترفع) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى ، فهذا بيان عروة الإيمان التي نجا بها من نجا قبلكم ، وبها ينجو من يتبع الأئمة . وقال الله ـ عزوجل ـ في كتابه : (ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم [...] أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذرية ، وهو قول الله تبارك وتعالى : إن تكفر به أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به ، فلا يكفرون به أبدا ، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك وأهل استنباط العلم الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا زور ولا بطر ولا رياء ، فهذا بيان ما ينتهي إليه أمر هذه الأمة . إن الله ـ عزوجل ـ طهر أهل بيت نبيه عليهم‌السلام وسألهم أجر المودة ، وأجرى لهم الولاية ، وجعلهم أوصياءه وأحباءه ثابتة بعده في أمته. فاعتبروا يا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ـ عزوجل ـ ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحججه ، فإياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا به ، وتكون لكم الحجة يوم القيامة وطريق ربكم جل وعز ، لا تصل ولاية إلى الله ـ عزوجل ـ إلا بهم ، فمن فعل ذلك ، كان حقا على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله ـ عزوجل ـ بغير ما أمره ، كان حقا على الله ـ عزوجل ـ أن يذله وأن يعذبه».


   Back to List