اسم الكتاب : كتاب القضاء والأحكام
اسم الباب : باب النوادر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ و عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عنأبي حمزة : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « إن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه قضية من قضايا الآخرة ، فأوحى الله ـ عز وجل ـ إليه : يا داود ، أن الذي سألتني لم أطلع عليه أحدا من خلقي ، ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيري ».قال : « فلم يمنعه ذلك أن عاد ، فسأل الله أن يريه قضية من قضايا الآخرة ».قال : « فأتاه جبرئيل عليه السلام ، فقال له : يا داود ، لقد سألت ربك شيئا لم يسأله قبلك نبي ؛ يا داود ، إن الذي سألت لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيره ، قد أجاب الله دعوتك ، وأعطاك ما سألت ؛ يا داود ، إن أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة ».قال : « فلما أصبح داود عليه السلام جلس في مجلس القضاء ، أتاه شيخ متعلق بشاب ، ومع الشاب عنقود من عنب ، فقال له الشيخ : يا نبي الله ، إن هذا الشاب دخل بستاني ، وخرب كرمي ، وأكل منه بغير إذني ، وهذا العنقود أخذه بغير إذني.فقال داود للشاب : ما تقول؟ فأقر الشاب أنه قد فعل ذلك.فأوحى الله ـ عز وجل ـ إليه : يا داود ، إني إن كشفت لك عن قضايا الآخرة ، فقضيت بها بين الشيخ والغلام ، لم يحتملها قلبك ، ولم يرض بها قومك.يا داود ، إن هذا الشيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه ، فقتله ، وغصب بستانه ، وأخذ منه أربعين ألف درهم ، فدفنها في جانب بستانه ، فادفع إلى الشاب سيفا ، ومره أن يضرب عنق الشيخ ، وادفع إليه البستان ، ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا ، ويأخذ ماله ».قال : « ففزع من ذلك داود عليه السلام ، وجمع إليه علماء أصحابه ، وأخبرهم الخبر ، وأمضى القضية على ما أوحى الله ـ عز وجل ـ إليه ».