اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن ظريف ؛ و علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر : أي الأوقات أحببته ، فخلا به في بعض الأيام ، فقال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليهاالسلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب. فقال جابر : أشهد بالله إني دخلت على أمك فاطمة عليهاالسلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فهنيتها بولادة الحسين عليه السلام ، ورأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله ، ما هذا اللوح؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسوله صلى الله عليه وآله ، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي ، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك. قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة عليهاالسلام ، فقرأته ، واستنسخته فقال أبي : فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر ، فأخرج صحيفة من رق ، فقال : يا جابر ، انظر في كتابك لأقرأ عليك ، فنظر جابر في نسخته ، فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فأشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولاتجحد آلائي ، إني أنا الله ، لا إله إلا أنا ،قاصم الجبارين ، ومديل المظلومين ، وديان الدين ، إني أنا الله ، لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك وسبطيك : حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده ؛ بعترته أثيب وأعاقب : أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين ، وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، أتيحت بعده بموسى فتنة عمياء حندس ؛ لأن خيط فرضي لاينقطع ، وحجتي لاتخفى ، وأن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى ، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ؛ ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ؛ ويل للمفترين الجاحدين - عند انقضاء مدةموسى عبدي وحبيبي وخيرتي - في علي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن في المدينة - التي بناها العبد الصالح - إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده و وارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي ، لايؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه ، وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، و أكمل ذلك بابنه ( محمد ) رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ،وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، فيذل أوليائي في زمانه ، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنة في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأدفع الآصار والأغلال ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ». قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله.