اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد الصاحب عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسن بن الفضل بن زيد اليماني ، قال : كتب أبي بخطه كتابا ، فورد جوابه ، ثم كتبت بخطي ، فورد جوابه ، ثم كتب بخطه رجل من فقهاء أصحابنا ، فلم يرد جوابه ، فنظرنا ، فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا قال الحسن بن الفضل : فزرت العراق ، و وردت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري ، ونجاح من حوائجي ولو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق . قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحج. قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه ، فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا ، وإنه يلقاك رجل. قال : فصرت إليه ، فدخل علي رجل ، فلما نظر إلي ضحك ، وقال : لاتغتم ؛ فإنك ستحج في هذه السنة ، وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما. قال : فاطمأننت ، وسكن قلبي ، وأقول : ذا مصداق ذلك ، و الحمد لله . قال : ثم وردت العسكر ، فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت ، وقلت في نفسي : جزائي عند القوم هذا؟ واستعملت الجهل ، فرددتها ، وكتبت رقعة ، ولم يشر الذي قبضها مني علي بشيء ، ولم يتكلم فيها بحرف ، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة ، وقلت في نفسي : كفرت بردي على مولاي. وكتبت رقعة أعتذر من فعلي ، وأبوء بالإثم ، وأستغفر من ذلك ، وأنفذتها ، وقمت أتمسح ، فأنا في ذلك أفكر في نفسي ، وأقول : إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حتى أحملها إلى أبي ؛ فإنه أعلم مني ليعمل فيها بما شاء ، فخرج إلى الرسول الذي حمل إلي الصرة : « أسأت ؛ إذ لم تعلم الرجل أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا ، وربما سألونا ذلك يتبركون به » وخرج إلي : « أخطأت في ردك برنا ، فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا ، ولاتنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ؛ فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه». قال وكتبت في معنيين ، وأردت أن أكتب في الثالث ، وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا ؛ والحمد لله. قال : وكنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه ، وأزامله ، فلما وافيت بغداد بدا لي ، فاستقلته وذهبت أطلب عديلا ، فلقيني ابن الوجناء - بعد أن كنت صرت إليه ، وسألته أن يكتري لي ، فوجدته كارها - فقال لي : أنا في طلبك ، وقد قيل لي : إنه يصحبك ، فأحسن معاشرته ، واطلب له عديلا ، واكتر له.