Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب المواريث

اسم الباب : باب وجوه الفرائض

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
قال : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل الفرائض على أربعة أصناف ، وجعل مخارجها من ستة أسهم ، فبدأ بالولد والوالدين الذين هم الأقربون ، وبأنفسهم يتقربون لا بغيرهم ، ولا يسقطون من الميراث أبدا ، ولا يرث معهم أحد غيرهم إلا الزوج والزوجة.فإن حضر كلهم ، قسم المال بينهم على ما سمى الله عز وجل ، وإن حضر بعضهم ، فكذلك ، وإن لم يحضر منهم إلا واحد ، فالمال كله له ، ولا يرث معه أحد غيره إذا كان غيره لايتقرب بنفسه ، وإنما يتقرب بغيره ، إلا ما خص الله به من طريق الإجماع أن ولد الولد يقومون مقام الولد ، وكذلك ولد الإخوة يقومون مقام الإخوة إذا لم يكن ولد الصلب ولا إخوة ، وهذا من أمر الولد مجمع عليه ، لا أعلم بين الأمة في ذلك اختلافا ؛ فهؤلاء أحد الأصناف الأربعة.وأما الصنف الثاني ، فهو الزوج والزوجة ، فإن الله ـ عز وجل ـ ثنى بذكرهما بعد ذكر الولد والوالدين ، فلهم السهم المسمى لهم ، ويرثون مع كل أحد ، ولا يسقطون عن الميراث أبدا.وأما الصنف الثالث ، فهم الكلالة وهم الإخوة والأخوات إذا لم يكن ولد ولا الوالدان ؛ لأنهم لايتقربون بأنفسهم ، وإنما يتقربون بالوالدين ، فمن تقرب بنفسه كان أولى بالميراث ممن تقرب بغيره ، وإن كان للميت ولد ووالدان أو واحد منهم ، لم تكن الإخوة والأخوات كلالة ؛ لقول الله عز وجل : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ) يعني الأخ ( إن لم يكن لها ولد ) وإنما جعل الله لهم الميراث بشرط ، وقد يسقطون في مواضع ولا يرثون شيئا ، وليسوا بمنزلة الولد والوالدين الذين لا يسقطون عن الميراث أبدا ، فإذا لم يحضر ولد ولا والدان ، فللكلالة سهامهم المسماة لهم ، لايرث معهم أحد غيرهم إذا لم يكن ولد ، إلا من كان في مثل معناهم وأما الصنف الرابع ، فهم أولو الأرحام الذين هم أبعد من الكلالة ، فإذا لم يحضر ولد ولا والدان ولا كلالة ، فالميراث لأولي الأرحام منهم ، الأقرب منهم فالأقرب ، يأخذ كل واحد منهم نصيب من يتقرب بقرابته ، ولا يرث أولو الأرحام مع الولد ولا مع الوالدين ولا مع الكلالة شيئا ، وإنما يرث أولو الأرحام بالرحم ، فأقربهم إلى الميت أحقهم بالميراث ، وإذا استووا في البطون ، فلقرابة الأم الثلث ، ولقرابة الأب الثلثان ، وإذا كان أحد الفريقين أبعد ، فالميراث للأقرب على ما نحن ذاكروه إن شاء الله.


   Back to List