Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الوصايا

اسم الباب : باب صدقات النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وفاطمة والأئمة عليهم‌ السلام‌ ووصاياهم

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ؛ و محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال :بعث إلي أبو الحسن موسى عليه‌ السلام بوصية أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، وهي : « بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد الله علي ـ ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ، ويصرفني به عن النار ، ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ـ أن ما كان لي من مال بينبع يعرف لي فيها وما حولها صدقة ، ورقيقها ، غير أن رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء ، ليس لأحد عليهم سبيل ، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج ، وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم ، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كله من مال بني فاطمة ، ورقيقها صدقة ، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة ، غير أن زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه ، وما كان لي بأذينة وأهلها صدقة ، والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله.وإن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة ، حيا أنا أو ميتا ، ينفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه ، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ؛ فإنه يقوم على ذلك الحسن بن علي يأكل منه بالمعروف ، وينفقه حيث يراه الله ـ عز وجل ـ في حل محلل لاحرج عليه فيه ، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين ، فليفعل إن شاء ، لاحرج ‌عليه فيه ، وإن شاء جعله سري الملك ، وإن ولد علي ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي ، وإن كانت دار الحسن بن علي غير دار الصدقة ، فبدا له أن يبيعها ، فليبع إن شاء ، لاحرج عليه فيه ، وإن باع فإنه يقسم ثمنها ثلاثة أثلاث ، فيجعل ثلثا في سبيل الله ، ويجعل ثلثا في بني هاشم وبني المطلب ، ويجعل الثلث في آل أبي طالب ، وإنه يضعه فيهم حيث يراه الله.وإن حدث بحسن حدث وحسين حي ، فإنه إلى الحسين بن علي ، وإن حسينا يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا ، له مثل الذي كتبت للحسن ، وعليه مثل الذي على حسن ، وإن لبني ابني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي ، وإني إنما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله ـ عز وجل ـ وتكريمحرمة رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما وإن حدث بحسن وحسين حدث ، فإن الآخر منهما ينظر في بني علي ، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته ، فإنه يجعله إليه إن شاء ، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريده ، فإنه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به ، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم ، فإنه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم ، وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على أصوله ، وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل الله ووجهه ، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ، لايباع منه شيء ، ولا يوهب ولا يورث ، وإن مال محمد بن علي على ناحيته وهو إلى ابني فاطمة ، وإن رقيقي ـ الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي ـ عتقاء.هذا ما قضى به علي بن أبي طالب في أمواله هذه ، الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، والله المستعان على كل حال ، ولا يحللامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء قضيته من مالي ، ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد أما بعد ، فإن ولائدي ـ اللائي أطوف عليهن السبعة عشر ـ منهن أمهات أولاد معهن أولادهن ، ومنهن حبالى ، ومنهن من لاولد له ، فقضاي فيهن ـ إن حدث بي حدث ـ أنه من كان منهن ليس لها ولد وليست بحبلى ، فهي عتيق لوجه الله ـ عز وجل ـ ليس لأحد عليهن سبيل ، ومن كان منهن لها ولد أو حبلى ، فتمسك على ولدها وهي من حظه ، فإن مات ولدها وهي حية ، فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل ؛ هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبو شمر بن أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج ، وكتب علي بنأبي طالب بيده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ». ‌وكانت الوصية الأخرى مع الأولى : « بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله عليه وآله ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.ثم إني أوصيك يا حسن ، وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ؛ فإني سمعت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، وأن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، انظروا‌ذوي أرحامكم ، فصلوهم ؛ يهون الله عليكم الحساب.الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ؛ فقد سمعت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يقول : من عال يتيما حتى يستغني ، أوجب الله ـ عز وجل ـ له بذلك الجنة ، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار.الله الله في القرآن ، فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.الله الله في جيرانكم ؛ فإن النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أوصى بهم ، وما زال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.الله الله في بيت ربكم ، فلا يخلو منكم ما بقيتم ؛ فإنه إن ترك لم تناظروا ، وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف الله الله في الصلاة ، فإنها خير العمل ، إنها عمود دينكم.الله الله في الزكاة ؛ فإنها تطفئ غضب ربكم.الله الله في شهر رمضان ؛ فإن صيامه جنة من النار.الله الله في الفقراء والمساكين ، فشاركوهم في معايشكم.الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ، فإنما يجاهد رجلان : إمام هدى ، أو مطيع له مقتد بهداه.الله الله في ذرية نبيكم ، فلا يظلمن بحضرتكم و بين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم.الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ، ولم يؤووا محدثا ؛ فإن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أوصى بهم ، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم ، والمؤوي للمحدث.الله الله في النساء ، وفيما ملكت أيمانكم ؛ فإن آخر ما تكلم به نبيكم عليه‌ السلام أن قال : أوصيكم بالضعيفين : النساء ، وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة الصلاة ، لاتخافوا في الله لومة لائم يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم ، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولي الله أمركم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار ، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ‌حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ».ثم لم يزل يقول : « لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله » حتى قبض ـ صلوات الله عليه ورحمته ـ في ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة ، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان


   Back to List