اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن ياسر ، قال : لما خرج المأمون من خراسان يريد بغداد ، وخرج الفضل ذو الرئاستين ، وخرجنا مع أبي الحسن عليه السلام ، ورد على الفضل بن سهل ذي الرئاستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل : إني نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم ، فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا وكذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار ، وأرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين والرضا الحمام في هذا اليوم ، و تحتجم فيه ، وتصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه. فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك ، وسأله أن يسأل أبا الحسن عليه السلام ذلك ، فكتب المأمون إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله ذلك ، فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام : « لست بداخل الحمام غدا ، ولا أرى لك ولا للفضل أن تدخلا الحمام غدا ». فأعاد عليه الرقعة مرتين ، فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام : « يا أمير المؤمنين ، لست بداخل غدا الحمام ؛ فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه الليلة في النوم ، فقال لي : يا علي ، لا تدخل الحمام غدا ، و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا ». فكتب إليه المأمون : صدقت يا سيدي ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لست بداخل الحمام غدا والفضل أعلم. قال : فقال ياسر : فلما أمسينا وغابت الشمس ، قال لنا الرضا عليه السلام : « قولوا : نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة ». فلم نزل نقول ذلك ، فلما صلى الرضا عليه السلام الصبح قال لي : « اصعد على السطح ، فاستمع هل تسمع شيئا؟ » فلما صعدت ، سمعت الضجة والتحمت وكثرت ، فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن عليه السلام وهو يقول : يا سيدي يا أبا الحسن ، آجرك الله في الفضل ؛ فإنه قد أبى وكان دخل الحمام ، فدخل عليه قوم بالسيوف ، فقتلوه ، وأخذ ممن دخل عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين . قال : فاجتمع الجند والقواد ، و من كان من رجال الفضل على باب المأمون ، فقالوا : هذا اغتاله وقتله - يعنون المأمون - ولنطلبن بدمه ، وجاؤوا بالنيران ليحرقوا الباب ، فقال المأمون لأبي الحسن عليه السلام : يا سيدي ، ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم؟ قال : فقال ياسر : فركب أبو الحسن عليه السلام ، وقال لي : « اركب » فركبت ، فلما خرجنا من باب الدار ، نظر إلى الناس وقد تزاحموا ، فقال لهم بيده : « تفرقوا تفرقوا ». قال ياسر : فأقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض ، وما أشار إلى أحد إلا ركض ومر .