اسم الكتاب : كتاب الوصايا
اسم الباب : باب الإشهاد على الوصية
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن رجاله رفعه ، قال :خرج تميم الداري وابن بيدي وابن أبي مارية في سفر ، وكان تميم الداري مسلما ، وابن بيدي وابن أبي مارية نصرانيين ، وكان مع تميم الداري خرج ، له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع ، فاعتل تميم الداري علة شديدة ، فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بيدي وابن أبي مارية ، وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته ، فقدما المدينة ، وقد أخذا من المتاع الآنية والقلادة ، وأوصلا سائر ذلك إلى ورثته ، فافتقد القوم الآنية والقلادة ، فقال أهل تميم لهما : هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة؟ فقالا :لا ، ما مرض إلا أياما قلائل ، قالوا : فهل سرق منه شيء في سفره هذا؟ قالا : لا ، قالوا : فهل اتجر تجارة خسر فيها؟ قالا : لا ، قالوا : فقد افتقدنا أفضل شيء كان معه : آنية منقوشة بالذهب ، مكللة بالجوهر ، وقلادة؟ فقالا : ما دفع إلينا فقد أديناه إليكم ، فقدموهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأوجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهما اليمين ، فحلفا ، فخلى عنهما.ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما ، فجاء أولياء تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، قد ظهر على ابن بيدي وابن أبي مارية ما ادعيناه عليهما ، فانتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله ـ عز وجل ـ الحكم في ذلك ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض ) فأطلق الله ـ عز وجل ـ شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلمين ( فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كانذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ) فهذه الشهادة الأولى التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( فإن عثر على أنهما استحقا إثما ) أي أنهما حلفا على كذب ( فآخران يقومان مقامهما ) يعني من أولياء المدعي( من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله ) يحلفان بالله » أنهما أحق بهذه الدعوى منهما ، وأنهما قد كذبا فيما حلفا بالله ( لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ) فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولياء تميم الداري أن يحلفوا بالله على ما أمرهم به ، فحلفوا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القلادة والآنية من ابن بيدي وابن أبي مارية ، وردهما على أولياء تميم الداري ( ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم )