Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، قال : جاءني محمد بن إسماعيل وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة ، فقال : يا عم ، إني أريد بغداد ، وقد أحببت أن أودع عمي أبا الحسن - يعني موسى بن جعفر عليه‌ السلام - وأحببت أن تذهب معي إليه ، فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي بالحوبة ، وذلك بعد المغرب بقليل ، فضربت الباب ، فأجابني أخي ، فقال : « من هذا؟ » فقلت : علي ، فقال : « هو ذا أخرج » وكان بطي‌ء الوضوء ، فقلت : العجل ، قال : « وأعجل » فخرج و عليه إزار ممشق قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب ، فقال علي بن جعفر ، فانكببت عليه ، فقبلت رأسه ، وقلت : قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له ، وإن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ ! قال : « وما هو؟ » ‌ قلت : هذا ابن أخيك يريد أن يودعك ، ويخرج إلى بغداد ، فقال لي : « ادعه ». فدعوته - وكان متنحيا - فدنا منه ، فقبل رأسه ، وقال : جعلت فداك ، أوصني ، فقال : « أوصيك أن تتقي الله في دمي ». فقال مجيبا له : من أرادك بسوء فعل الله به ، وجعل يدعو على من يريده بسوء ؛ ثم عاد ، فقبل رأسه ، فقال : يا عم ، أوصني ، فقال : « أوصيك أن تتقي الله في دمي ». فقال : من أرادك بسوء فعل الله به و فعل ؛ ثم عاد ، فقبل رأسه ، ثم قال : يا عم ، أوصني ، فقال : « أوصيك أن تتقي الله في دمي ». فدعا على من أراده بسوء ، ثم تنحى عنه ، و مضيت معه ، فقال لي أخي : « يا علي ، مكانك » فقمت مكاني ، فدخل منزله ، ثم دعاني ، فدخلت إليه ، فتناول صرة فيها مائة دينار ، فأعطانيها ، وقال : « قل لابن أخيك يستعين بها على سفره ». قال علي : فأخذتها ، فأدرجتها في حاشية ردائي ، ثم ناولني مائة أخرى ، وقال : « أعطه أيضا » ثم ناولني صرة أخرى ، وقال : « أعطه أيضا » فقلت : جعلت فداك ، إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت ، فلم تعينه على نفسك؟ فقال : إذا وصلته وقطعني ، قطع الله أجله ، ثم تناول مخدة أدم ، فيها‌ثلاثة آلاف درهم وضح ، وقال : « أعطه هذه أيضا ». قال : فخرجت إليه ، فأعطيته المائة الأولى ، ففرح بها فرحا شديدا ، ودعا لعمه ، ثم أعطيته الثانية والثالثة ، ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع ولايخرج ، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم ، فمضى على وجهه حتى دخل على هارون ، فسلم عليه بالخلافة ، وقال : ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة ، فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم ؛ فرماه الله بالذبحة ، فما نظر منها إلى درهم ، ولامسه. ‌


   Back to List