اسم الكتاب : كتاب الزي والتجمل والمروءة
اسم الباب : باب لباس البياض والقطن
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابه ، عنصفوان الجمال ، قال :حملت أبا عبد الله عليه السلام الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها ، فلما أشرف على الهاشمية ـ مدينة أبي جعفر ـ أخرج رجله من غرز الرحل ، ثم نزل ودعا ببغلة شهباء ، ولبس ثيابا بيضا ، وكمة بيضاء ، فلما دخل عليه قال له أبو جعفر : لقد تشبهت بالأنبياء.فقال أبو عبد الله عليه السلام : « وأنى تبعدني من أبناء الأنبياء؟ ».فقال : لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر نخلها ، ويسبي ذريتها.فقال : « ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟ ».فقال : رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك ، ويجمع لك الأموال.فقال : « والله ما كان ».فقال : لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي.فقال : « أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟ إنه من لم يرض بالله ، فليس من الله في شيء ».فقال : أتتفقه علي؟فقال : « وأنى تبعدني من الفقه وأنا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ».قال : فإني أجمع بينك وبين من سعى بك ، قال : « فافعل ».فجاء الرجل الذي سعى به ، فقال له أبو عبد الله : « يا هذا » فقال : نعم ، والله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، لقد فعلت.فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « ويلك ، تمجد الله ، فيستحيي من تعذيبك ، ولكن قل : برئت من حول الله وقوته ، وألجأت إلى حولي وقوتي ».فحلف بها الرجل ، فلم يستتمها حتى وقع ميتا. فقال له أبو جعفر : لا أصدق بعدها عليك أبدا ، وأحسن جائزته ، ورده.