Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الأشربة

اسم الباب : باب تحريم الخمر في الكتاب

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
بعض أصحابنا مرسلا ، قال : إن أول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عز وجل : ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) فلما نزلت هذه الآية ، أحس القوم بتحريمها وتحريم الميسر ، وعلموا أن الإثم مما ينبغي اجتنابه ، ولا يحمل الله ـ عز وجل ـ عليهم من كل طريق ؛ لأنه قال : ( ومنافع للناس ). ثم أنزل الله ـ عز وجل ـ آية أخرى : ( إنما الخمر والميسر ) ( والأنصاب ) ( والأزلام ) ( رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) فكانت هذه الآية أشد من الأولى وأغلظ في التحريم. ثم ثلث بآية أخرى ، فكانت أغلظ من الآية الأولى والثانية وأشد ، فقال عز وجل : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) فأمر ـ عز وجل ـ باجتنابها ، وفسر عللها التي لها ومن أجلها حرمها. ثم بين الله ـ عز وجل ـ تحريمها ، وكشفه في الآية الرابعة مع ما دل عليه في هذه الآي المذكورة المتقدمة بقوله عز وجل : ( قل ) ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق ) وقال عز وجل في الآية الأولى : ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ) ثم قال في الآية الرابعة : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم ) فخبر عز وجل أن الإثم في الخمر وغيرها ، وأنه حرام ، وذلك أن الله ـ عز وجل ـ إذا أراد أن يفترض فريضة أنزلها شيئا بعد شيء حتى يوطن الناس أنفسهم عليها ، ويسكنوا إلى أمر الله ـ عز وجل ـ ونهيه فيها ، وكان ذلك من فعل الله ـ عز وجل ـ على وجه التدبير فيهم أصوب وأقرب لهم إلى الأخذ بها ، وأقل لنفارهم منها. ‌


   Back to List