Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الأشربة

اسم الباب : باب أصل تحريم الخمر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إبراهيم : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « إن الله ـ عز وجل ـ لما أهبط آدم عليه‌ السلام أمره بالحرث والزرع ، وطرح إليه غرسا من غروس الجنة ، فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان ، فغرسها ليكون لعقبه وذريته ، فأكل هو من ثمارها ، فقال له إبليس ـ لعنه الله ـ : يا آدم ، ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض ، وقد كنت فيها قبلك ؟ ائذن لي آكل منها شيئا ، فأبى آدم عليه‌ السلام أن يدعه ، فجاء إبليس عند آخر عمر آدم عليه‌ السلام ، وقال لحواء : إنه قد أجهدني الجوع والعطش ، فقالت له حواء : فما الذي تريد؟ قال : أريد أن تذيقيني من هذه الثمار ، فقالت حواء : إن آدم عليه‌ السلام عهد إلي أن لاأطعمك شيئا من هذا الغرس ؛ لأنه من الجنة ، ولا ينبغي لك أن تأكل منه شيئا ، فقال لها : فاعصري في كفي شيئا منه ، فأبت عليه ، فقال : ذريني أمصه ولا آكله ، فأخذت عنقودا من عنب ، فأعطته ، فمصه ، ولم يأكل منه ؛ لما كانت حواء قد أكدت عليه ، فلما ذهب يعض عليه جذبته حواء من فيه ، فأوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إلى آدم عليه‌ السلام : أن العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس لعنه الله ، وقد حرمت عليك من عصيرة الخمر ما خالطه نفس إبليس ، فحرمت الخمر ؛ لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتى مص العنب ، ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها ، وجميع ثمرها وما يخرج منها ثم إنه قال لحواء : فلو أمصصتني شيئا من هذا التمر ، كما أمصصتني من العنب ، فأعطته تمرة ، فمصها ، وكانت العنب والتمرة أشد رائحة وأزكى من المسك الأذفر ، وأحلى من العسل ، فلما مصهما عدو الله إبليس ـ لعنه الله ـ ذهبت رائحتهما ، وانتقصت حلاوتهما ». قال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « ثم إن إبليس ـ لعنه الله ـ ذهب بعد وفاة آدم عليه‌ السلام ، فبال في أصل الكرمة والنخلة ، فجرى الماء في عروقهما من بول عدو الله ، فمن ثم يختمر العنب والتمر ، فحرم الله ـ عز وجل ـ على ذرية آدم عليه‌ السلام كل مسكر ؛ لأن الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب ، وصار كل مختمر خمرا ؛ لأن الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله ‌


   Back to List