اسم الكتاب : كتاب الأطعمة
اسم الباب : باب جامع في الدواب التي لاتؤكل لحمها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري : أنه سئل : ما قولك في هذا السمك الذي يزعم إخواننا من أهل الكوفة أنه حرام؟ فقال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « الكوفة جمجمة العرب ، ورمح الله تبارك وتعالى ، وكنز الإيمان » فخذ عنهم ، أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكث بمكة يوما وليلة يطوي ، ثم خرج وخرجت معه ، فمررنا برفقة جلوس يتغدون ، فقالوا : يا رسول الله ، الغداء ، فقال لهم : « نعم ، أفرجوا لنبيكم » فجلس بين رجلين ، وجلست ، وتناول رغيفا ، فصدع بنصفه ، ثم نظر إلى أدمهم ، فقال : « ما أدمكم هذا ؟ » فقالوا : الجريث يا رسول الله ، فرمى بالكسرة من يده وقام. قال أبو سعيد : وتخلفت بعده لأنظر ما رأي الناس ، فاختلف الناس فيما بينهم ، فقالت طائفة : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجريث ، وقالت طائفة : لم يحرمه ولكن عافه ، فلو كان حرمه لنهانا عن أكله ، قال : فحفظت مقالتهم ، وتبعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جوادا حتى لحقته. ثم غشينا رفقة أخرى يتغدون ، فقالوا : يا رسول الله ، الغداء ، فقال : « نعم ، أفرجوا لنبيكم » فجلس بين رجلين ، وجلست معه ، فلما أن تناول كسرة ، نظر إلى أدم القوم ، فقال : « ما أدمكم هذا ؟ » قالوا : ضب يا رسول الله ، فرمى بالكسرة وقام. قال أبو سعيد : فتخلفت بعده فإذا الناس فرقتان : فقالت فرقة : حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن هناك لم يأكله ، وقالت فرقة أخرى : إنما عافه ، ولو حرمه لنهانا عن أكله ثم تبعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحقته ، فمررنا بأصل الصفا وبها قدور تغلي ، فقالوا : يا رسول الله ، لو عرجت علينا حتى تدرك قدورنا ، فقال لهم : « وما في قدوركم؟ » فقالوا : حمر لنا كنا نركبها ، فقامت فذبحناها ، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القدور ، فأكفأها برجله ، ثم انطلق جوادا ، وتخلفت بعده ، فقال بعضهم : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحم الحمير ، وقال بعضهم : كلا إنما أفرغ قدوركم حتى لاتعودوا فتذبحوا دوابكم. قال أبو سعيد : فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلي ، فلما جئته قال : « يا أبا سعيد ، ادع لي بلالا » فلما جئته ببلال ، قال : « يا بلال ، اصعد أبا قبيس ، فناد عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرم الجري والضب والحمير الأهلية ، ألا فاتقوا الله ـ جل وعز ـ ولا تأكلوا من السمك إلا ما كان له قشر ، ومع القشر فلوس ؛ فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ مسخ سبعمائة أمة عصوا الأوصياء بعد الرسل ، فأخذ أربعمائة منهم برا ، وثلاثمائة بحرا » ثم تلا هذه الآية : ( فجعلناهم أحاديث ) ( ومزقناهم ) ( كل ممزق ) ».