Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن منصور بن العباس ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن محمد بن عبد الخالق وأبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌ السلام: « يا أبا محمد ، إن عندنا - والله - سرا من سر الله ، وعلما من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ، ولانبي مرسل ، ولامؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وإن عندنا سرا من سر الله ، وعلما من علم الله ، أمرنا الله بتبليغه ، فبلغنا عن الله - عز وجل - ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولاحمالة يحتملونه ، حتى خلق الله لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم‌السلام ، ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها‌ محمدا وذريته ، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه ، فقبلوه واحتملوا ذلك ، فبلغهم ذلك عنا ، فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذكرنا ، فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ؛ لاو الله ، ما احتملوه ». ثم قال : « إن الله خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم ، واشمأزوا من ذلك ، ونفرت قلوبهم ، وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا به ، وقالوا : ساحر كذاب ؛ فطبع الله على قلوبهم ، وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق ، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ؛ ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ؛ ولو لاذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه ، واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ». قال : ثم رفع يده وبكى ، وقال : « اللهم ، إن هؤلاء لشرذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ، ومماتنا مماتهم ، ولاتسلط عليهم عدوا لك ؛ فتفجعنا بهم ؛ فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك ، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما ».


   Back to List