اسم الكتاب : كتاب النكاح
اسم الباب : باب اللواط
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن داود بن فرقد ، عن أبي يزيد الحمار : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن الله ـ عز وجل ـ بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل ، فمروا بإبراهيم عليه السلام وهم معتمون ، فسلموا عليه ، فلم يعرفهم ، ورأى هيئة حسنة ، فقال : لايخدم هؤلاء إلا أنا بنفسي ، وكان صاحب ضيافة ، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ، ثم قربه إليهم ، فلما وضعه بين أيديهم( رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) فلما رأى ذلك جبرئيل عليه السلام ، حسر العمامة عن وجهه ، فعرفه إبراهيم عليه السلام ، فقال : أنت هو؟ قال : نعم. ومرت سارة امرأته ، فبشرها بإسحاق ( ومن وراء إسحاق يعقوب ) فقالت : ما قال الله عز وجل؟ فأجابوها بما في الكتاب ، فقال لهم إبراهيم : لما ذا جئتم؟ قالوا : في إهلاك قوم لوط ، فقال لهم : إن كان فيهم مائة من المؤمنين أتهلكونهم؟ فقال جبرئيل : لا ، قال : فإن كان فيها خمسون؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها ثلاثون؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها عشرون؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها عشرة؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها خمسة؟ قال : لا ، قال : فإن كان فيها واحد؟ قال : لا ، قال : فإن ( فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) ». قال الحسن بن علي : قال : « لا أعلم هذا القول إلا وهو يستبقيهم ، وهو قول الله عز وجل : ( يجادلنا في قوم لوط ) فأتوا لوطا ـ وهو في زراعة قرب القرية ـ فسلموا عليه وهم معتمون ، فلما رأى هيئة حسنة ، عليهم ثياب بيض ، وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل ؟ فقالوا : نعم ، فتقدمهم ، ومشوا خلفه ، فندم على عرضه المنزل عليهم ، فقال : أي شيء صنعت ؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم ؟ فالتفت إليهم ، فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، قال جبرئيل : لانعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات ، فقال جبرئيل : هذه واحدة ، ثم مشى ساعة ، ثم التفت إليهم ، فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه ثنتان ، ثم مشى ، فلما بلغ باب المدينة ، التفت إليهم ، فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل عليه السلام : هذه الثالثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله ، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة ، فصعدت فوق السطح ، وصفقت ، فلم يسمعوا ، فدخنت ، فلما رأوا الدخان ، أقبلوا إلى الباب يهرعون حتى جاؤوا إلى الباب ، فنزلت إليهم ، فقالت : عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم ، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا ، فلما رآهم لوط قام إليهم ، فقال لهم : يا قوم ( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ) وقال : ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) فدعاهم إلى الحلال فقالوا : ( ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) فقال لهم : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) فقال جبرئيل : لو يعلم أي قوة له ». قال : « فكاثروه حتى دخلوا البيت ، فصاح به جبرئيل ، وقال : يا لوط ، دعهم يدخلون ، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليه السلام بإصبعه نحوهم ، فذهبت أعينهم ، وهو قول الله عز وجل : ( فطمسنا أعينهم ) ثم ناداه جبرئيل ، فقال له : ( إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ) وقال له جبرئيل : إنا بعثنا في إهلاكهم ، فقال : يا جبريل ، عجل ، فقال : ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) فأمره ، فيحمل هو ومن معه إلا امرأته ، ثم اقتلعها ـ يعني المدينة ـ جبرئيل بجناحيه من سبعة أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح الكلاب ، وصراخ الديوك ، ثم قلبها ، وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل ».