اسم الكتاب : كتاب النكاح
اسم الباب : باب اللواط
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن سعيد ، قال : أخبرني زكريا بن محمد ، عن أبيه ، عن عمرو : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله ، فطلبهم إبليس الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم ، وتبقى النساء خلفهم ، فلم يزل إبليس يعتادهم ، فكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون ، فقال بعضهم لبعض : تعالوا نرصد هذا الذي يخرب متاعنا ، فرصدوه ، فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان ، فقالوا له : أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة ؟ فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه ، فبيتوه عند رجل ، فلما كان الليل صاح ، فقال له : ما لك؟ فقال : كان أبي ينومني على بطنه ، فقال له : تعال ، فنم على بطني ». قال : « فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يفعل بنفسه ، فأولا علمه إبليس ، والثانية علمه هو ، ثم انسل ففر منهم ، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ، ويعجبهم منه ، وهم لايعرفونه ، فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض ، ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق ، فيفعلون بهم حتى تنكب مدينتهم الناس ، ثم تركوا نساءهم ، وأقبلوا على الغلمان. فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال ، جاء إلى النساء ، فصير نفسه امرأة ، فقال : إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض ، قالوا : نعم قد رأينا ذلك ، وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم ، وإبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء ، فلما كملت عليهم الحجة ، بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل : في زي غلمان ، عليهم أقبية ، فمروا بلوط وهو يحرث ، قال : أين تريدون؟ ما رأيت أجمل منكم قط؟ قالوا : إنا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة ، قال : أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة يا بني؟ إنهم ـ والله ـ يأخذون الرجال ، فيفعلون بهم حتى يخرج الدم ، فقالوا : أمرنا سيدنا أن نمر وسطها ، قال : فلي إليكم حاجة ، قالوا : وما هي؟ قال : تصبرون هاهنا إلى اختلاط الظلام ». قال : « فجلسوا » قال : « فبعث ابنته ، فقال : جيئي لهم بخبز ، وجيئي لهم بماء في القرعة ، وجيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد ، فلما أن ذهبت الابنة ، أقبل المطر والوادي ، فقال لوط : الساعة يذهب بالصبيان الوادي ، قوموا حتى نمضي ، وجعل لوط يمشي في أصل الحائط ، وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون وسط الطريق ، فقال : يا بني ، امشوا هاهنا ، فقالوا : أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها ، وكان لوط يستغنم الظلام ، ومر إبليس فأخذ من حجر امرأة صبيا ، فطرحه في البئر ، فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط ، فلما أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط ، قالوا : يا لوط ، قد دخلت في عملنا؟ فقال : هؤلاء ضيفي ، فلا تفضحون في ضيفي ، قالوا : هم ثلاثة ، خذ واحدا ، وأعطنا اثنين ». قال : « فأدخلهم الحجرة ، وقال لوط : لو أن لي أهل بيت يمنعوني منكم ». قال : « وتدافعوا على الباب ، وكسروا باب لوط ، وطرحوا لوطا ، فقال له جبرئيل : ( إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) فأخذ كفا من بطحاء ، فضرب بها وجوههم ، وقال : شاهت الوجوه ، فعمي أهل المدينة كلهم ، وقال لهم لوط : يا رسل ربي ، فما أمركم ربي فيهم؟ قالوا : أمرنا أن نأخذهم بالسحر ، قال : فلي إليكم حاجة ، قالوا : وما حاجتك؟ قال : تأخذونهم الساعة ، فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم ، فقالوا : يا لوط ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) لمن يريد أن يأخذ؟ فخذ أنت بناتك ، وامض ودع امرأتك ». فقال أبو جعفر عليه السلام : « رحم الله لوطا لو يدري من معه في الحجرة ، لعلم أنه منصور حيث يقول : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة؟ فقال الله ـ عز وجل ـ لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( وما هي من الظالمين ببعيد ) : من ظالمي أمتك إن عملوا ما عمل قوم لوط ». قال : « وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من ألح في وطي الرجال ، لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه ».