عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال على بن الحسين عليهما السلام: وذلك قوله عزوجل(وإن كنتم) أيها المشركون واليهود وسائر النواصب من المكذبين لمحمد صلى الله عليه وآله في القرآن و في تفضيله أخاه عليا، المبرز على الفاضلين، الفاضل على المجاهدين، الذي لا نظير له في نصرة المتقين، وقمع الفاسقين، وإهلاك الكافرين، وبث دين الله في العالمين(ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) في إبطال عبادة الاوثان من دون الله، وفي النهي عن موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله، وفي الحث على الانقياد لاخي رسول الله صلى الله عليه وآله، واتخاذه إماما، واعتقاده فاضلا راجحا، لا يقبل الله عزوجل إيمانا ولا طاعة إلا بموالاته. وتظنون أن محمدا تقوله من عنده، وينسبه إلى ربه فان كان كما تظنون(فأتوا بسورة من مثله) مثل محمد أمي لم يختلف قط إلى أصحاب كتب وعلم ولا تتلمذ لاحد، ولا تعلم منه، وهو من قد عرفتموه في حضره وسفره، لم يفارقكم قط إلى بلد ليس معه منكم جماعة يراعون أحواله، ويعرفون أخباره، ثم جاءكم بعد بهذا الكتاب المشتمل على هذه العجائب فان كان متقولا كما تظنون فأنتم الفصحاء والبلغاء والشعراء والادباء الذين لا نظير لكم في سائر البلاد و الاديان، ومن سائر الامم، فان كان كاذبا فاللغة لغتكم وجنسه جنسكم، وطبعه طبعكم، وسيتفق لجماعتكم أو لبعضكم معارضة كلامه هذا بأفضل منه أو مثله. لان ماكان من قبل البشر، لا عن الله، فلا يجوز إلا أن يكون في البشر من يتمكن من مثله، فاتوا بذلك لتعرفوه - وسائر النظائر إليكم في أحوالكم - أنه مبطل كاذب يكذب على الله تعالى(وادعوا شهداءكم من دون الله) الذين يشهدون بزعمكم أنكم محقون، وأن ما تجيئون به نظير لما جاء به محمد، وشهداءكم الذين تزعمون أنهم شهداؤكم عند رب العالمين لعبادتكم لها، وتشفع لكم إليه(إن كنتم صادقين) في قولكم: أن محمدا صلى الله عليه وآله تقوله. ثم قال الله عزوجل:(فان لم تفعلوا) هذا الذى تحديتكم به(ولن تفعلوا) أي ولا يكون ذلك منكم، ولا تقدرون عليه، فاعلموا أنكم مبطلون، وأن محمدا الصادق الامين المخصوص برسالة رب العالمين، المؤيد بالروح الامين، وبأخيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين، فصدقوه فيما يخبركم به عن الله من أوامره ونواهيه وفيما يذكره من فضل علي وصيه وأخيه. (فاتقوا) بذلك عذاب(النار التي وقودها - حطبها - الناس والحجارة) حجارة الكبريت أشد الاشياء حرا(أعدت) تلك النار(للكافرين) بمحمد والشاكين في نبوته، والدافعين لحق أخيه علي، والجاحدين لامامته. ثم قال تعالى:(وبشر الذين آمنوا) بالله وصدقوك في نبوتك، فاتخذوك نبيا وصدقوك في أقوالك، وصوبوك في أفعالك، واتخذوا أخاك عليا بعدك إماما ولك وصيا مرضيا، وانقادوا لما يأمرهم به وصاروا إلى ما أصارهم إليه، ورأوا له ما يرون لك إلا النبوة التي افردت بها. وأن الجنان لا تصير لهم إلا بموالاته وموالاة من ينص لهم عليه من ذريته وموالاة سائر أهل ولايته، ومعاداة أهل مخالفته وعداوته. وأن النيران لا تهدأ عنهم، ولا تعدل بهم عن عذابها إلا بتنكبهم عن موالاة مخالفيهم، ومؤازرة شانئيهم. (وعملوا الصالحات) من أداء الفرائض واجتناب المحارم، ولم يكونوا كهؤلاء الكافرين بك، بشرهم(أن لهم جنات) بساتين(تجري من تحتها الانهار) من تحت أشجارها ومساكنها(كلما رزقوا منها) من تلك الجنان(من ثمرة) من ثمارها(رزقا) وطعاما يؤتون به(قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) في الدنيا فأسماؤه كأسماء ما في الدنيا من تفاح وسفرجل ورمان و كذا وكذا. وإن كان ماهناك مخالفا لما في الدنيا فانه في غاية الطيب، وإنه لا يستحيل إلى ما تستحيل إليه ثمار الدنيا من عذرة وسائر المكروهات من صفراء وسوداء ودم وبلغم بل لا يتولد من مأكولهم إلا العرق الذي يجري من أعراضهم أطيب من رائحة المسك. (وأتوا به) بذلك الرزق من الثمار من تلك البساتين(متشابها) يشبه بعضه بعضا بأنها كلها خيار لا رذل فيها و بأن كل صنف منها في غاية الطيب واللذة ليس كثمار الدنيا التي بعضها ني، وبعضها متجاوز لحد النضج والادراك إلى حد الفساد من حموضة ومرارة وسائر ضروب المكاره، ومتشابها أيضا متفقات الالوان مختلفات الطعوم. (ولهم فيها) في تلك الجنان(أزواج مطهرة) من أنواع الاقذار والمكاره مطهرات من الحيض والنفاس، لا ولاجات ولا(خراجات ولا دخالات ولاختالات ولا متغايرات) ولا لازواجهن فركات ولا صخابات ولا عيابات ولا فحاشات ومن كل العيوب والمكاره بريات. (وهم فيها خالدون) مقيمون في تلك البساتين والجنات "