Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال على بن محمد عليه ‌السلام: وأما الشجرتان اللتان تلاصقتا، فان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله كان ذات يوم في طريق له ما بين مكة والمدينة، وفي عسكره منافقون من المدينة وكافرون من مكة، ومنافقون منها وكانوا يتحدثون فيما بينهم بمحمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الطيبين وأصحابه الخيرين فقال بعضهم لبعض: يأكل كما نأكل، وينفض كرشه من الغائط والبول كما ننفض ويدعي أنه رسول الله ! فقال بعض مردة المنافقين: هذه صحراء ملساء لاتعمدن النظر إلى استه إذا قعد لحاجته حتى أنظر هل الذي يخرج منه كما يخرج منا أم لا؟ فقال آخر: لكنك إن ذهبت تنظر منعه حياؤه من أن يقعد، فانه أشد حياء من الجارية، العذراء الممتنعة المحرمة. قال: فعرف الله عزوجل ذلك نبيه محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فقال لزيد بن ثابت: إذهب إلى تينك الشجرتين المتباعدتين - يؤمي إلى شجرتين بعيدتين قد أوغلتا في المفازة، وبعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما وناد: أن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تلتصقا وتنضما، ليقضي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خلفكما حاجته. ففعل ذلك زيد، فقال: فوالذي بعث محمدا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بالحق نبيا إن الشجرتين انقلعتا باصولهما من مواضعهما، وسعت كل واحدة منهما إلى الاخرى، سعي المتحابين كل واحد منهما إلى الآخر، و التقيا بعد طول غيبة وشدة اشتياق، ثم تلاصقتا وانضمتا انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء. فقعد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خلفهما، فقال اولئك المنافقون: قد استتر عنا. فقال بعضهم لبعض: فدوروا خلفه لننظر إليه. فذهبوا يدورون خلفه، فدارت الشجرتان كلما داروا، فمنعتاهم من النظر إلى عورته. فقالوا: تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا. فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان، فأحاطتا به كالانبوبة حتى فرغ وتوضأ، وخرج من هناك وعاد إلى العسكر وقال لزيد بن ثابت: عد إلى الشجرتين وقل لهما: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تعودا إلى أماكنكما.فقال لهما، فسعت كل واحدة منهما إلى موضعها - والذي بعثه بالحق نبيا - سعي الهارب الناجي بنفسه من راكض شاهر سيفه خلفه، حتى عادت كل شجرة إلى موضعها. فقال المنافقون: قد امتنع محمد من أن يبدي لنا عورته، وأن ننظر إلى استه فتعالوا ننظر إلى ما خرج منه لنعلم أنه ونحن سيان، فجاؤا إلى الموضع فلم يروا شيئا البتة، لا عينا ولا أثرا. قال: وعجب أصحاب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من ذلك، فنودوا من السماء: أوعجبتم لسعي الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، إن سعي الملائكة بكرامات الله عزوجل إلى محبي محمد ومحبي علي أشد من سعى هاتين الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، وإن تنكب نفحات النار يوم القيامة عن محبي علي والمتبرئين من أعدائه أشد من تنكب هاتين الشجرتين إحداهما عن الاخرى ‏"


   Back to List