عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم قتل رجلا البارحة، غضب الله ولرسوله؟ فقال على عليه السلام: أنا، وسيأتيك الخصوم الان. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حدث إخوانك المؤمنين ب القصة. فقال على عليه السلام: كنت في منزلي إذ سمعت رجلين خارج داري يتدارءان فدخلا إلي، فاذا فلان اليهودي، وفلان رجل معروف في الانصار. فقال اليهودي: ياأبا حسن اعلم أنه قد بدت لي مع هذا حكومة، فاحتكمنا إلى محمد صاحبكم، فقضى لي عليه، فهو يقول: لست أرضى بقضائه فقد حاف ومال وليكن بيني وبينك كعب بن الاشرف. فأبيت عليه. فقال لي: أفترضى بعلي؟ ف قلت: نعم.فها هو قد جاء بي إليك. فقلت لصاحبه: أكما يقول؟ قال: نعم. فقلت: أعد علي الحديث. فأعاد كما قال اليهودي، ثم قال لي: ياعلى فاقض بيننا بالحق. فقمت أدخل منزلي فقال الرجل: إلى أين؟ قلت: أدخل آتيك بما به أحكم بالحكم العدل. فدخلت، واشتملت على سيفي، فضربته على حبل عاتقه، فلو كان جبلا لقددته فوقع رأسه بين يديه. فلما فرغ علي عليه السلام من حديثه جاء أهل ذلك الرجل بالرجل المقتول، وقالوا: هذا ابن عمك قتل صاحبنا، فاقتص منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا قصاص. ف قالوا: أودية يا رسول الله؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولادية لكم، هذا والله قتيل الله لا يؤدى، إن عليا قد شهد على صاحبكم بشهادة والله يلعنه بشهادة علي، ولو شهد علي على الثقلين لقبل الله شهادته عليهم إنه الصادق الامين، ارفعوا صاحبكم هذا وادفنوه مع اليهود، فقد كان منهم. فرفع وأوداجه تشخب دما، وبدنه قد كسي شعرا. فقال على عليه السلام: يا رسول الله ما أشبهه إلا بالخنزير في شعره ! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أو ليس لو حسبت بعدد كل شعرة مثل عدد رمال الدنيا حسنات لكان كثيرا؟ قال: بلى يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن إن هذا القتل الذي قتلت به هذا الرجل قد أوجب الله لك به من الثواب كأنما أعتقت رقابا بعدد رمل عالج الدنيا وبعدد كل شعرة على هذا المنافق، وإن أقل ما يعطي الله بعتق رقبة لمن يهب له بعدد كل شعرة من تلك الرقبة ألف حسنة، ويمحو الله عنه ألف سيئة، فان لم يكن له فلابيه، فان لم يكن لابيه فلامه، فان لم يكن لها فلاخيه، وإن لم يكن له فلذريته وجيرانه وقراباته . "