Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وقال الصادق عليه ‌السلام: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لما دعا هؤلاء النفر المعينين في الآية المتقدمة في قوله: "" ان الذين كفروا سواء عليهم‌ء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "" وأظهر لهم تلك الايات فقابلوها بالكفر أخبر الله عزوجل عنهم بأنه جل ذكره ختم على قلوبهم وعلى سمعهم ختما يكون علامة لملائكته المقربين القراء لما في اللوح المحفوظ من أخبار هؤلاء المكذبين المذكور فيه أحوالهم. حتى إذا نظروا إلى أحوالهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وشاهدوا ما هناك من ختم الله عزوجل عليها، ازدادوا بالله معرفة، وبعلمه بما يكون قبل أن يكون يقينا. حتى إذا شاهدوا هؤلاء المختوم على جوارحهم يمرون على ما قرأوه من اللوح المحفوظ، وشاهدوه في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم ازدادوا - بعلم الله عزوجل بالغائبات - يقينا. قال: فقالوا: يا رسول الله فهل في عباد الله من يشاهد هذا الختم كما تشاهده الملائكة؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: بلى، محمد رسول الله يشاهده باشهاد الله تعالى له، ويشاهده من أمته أطوعهم لله عزوجل، وأشدهم جدا في طاعة الله تعالى، وأفضلهم في دين الله عزوجل. فقالوا: من هو يا رسول الله؟ وكل منهم تمنى أن يكون هو. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: دعوه يكن من شاء الله، فليس الجلالة في المراتب عند الله عزوجل بالتمني، ولا بالتظني، ولا بالاقتراح، ولكنه فضل من الله عزوجل على من يشاء، يوفقه للاعمال الصالحة يكرمه بها، فيبلغه أفضل الدرجات وأشرف المراتب إن الله تعالى سيكرم بذلك من يريكموه في غد، فجدوا في الاعمال الصالحة. فمن وفق‍ - ه الله لما يوجب عظيم كرامته عليه.فلله عليه في ذلك الفضل العظيم. قال عليه ‌السلام: فلما أصبح رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وغص مجلسه بأهله، وقد جد بالامس كل من خيارهم في خير عمله، وإحسان إلى ربه قدمه، يرجو أن يكون هو ذلك الخير الافضل قالوا: يا رسول الله من هذا؟ عرفناه بصفته، وإن لم تنص لنا على اسمه؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: هذا الجامع للمكارم، الحاوي للفضائل، المشتمل على الجميل قاض عن أخيه دينا مجحفا إلى غريم متعنت غاضب لله تعالى، قاتل لغضبه ذاك عدو الله مستحي من مؤمن معرض عنه لخجله، يكايد في ذلك الشيطان الرجيم حتى أخزاه الله عنه، ووقى بنفسه نفس عبدالله مؤمن حتى أنقذه من الهلكة. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أيكم قضى البارحة ألف درهم وسبعمائة درهم؟ فقال على بن أبي طالب عليه ‌السلام: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا علي فحدث إخوانك المؤمنين كيف كانت قصته أصدقك لتصديق الله إياك، فهذا الروح الامين أخبرني عن الله عزوجل أنه قد هذبك من القبيح كله، ونزهك عن المساوئ بأجمعها، وخصك من الفضائل بأشرفها وأفضلها لايتهمك إلا من كفر به، وأخطأ حظ نفسه. فقال على عليه ‌السلام: مررت البارحة بفلان بن فلان المؤمن، فوجدت فلانا - وأنا أتهمه بالنفاق - قد لازمه وضيق عليه فناداني المؤمن: يا أخا رسول الله وكشاف الكرب عن وجه رسول الله، وقامع أعداء الله عن حبيبه، أغثني واكشف كربتي، ونجني من غمي، سل غريمي هذا لعله يجيبك، ويؤجلني، فاني معسر. فقلت له: الله، إنك لمعسر؟ ! فقال: يا أخا رسول الله لئن كنت أستحل أن أكذب فلا تأمني على يميني أيضا، أنا معسر، وفي قولي هذا صادق، واوقر الله واجله من أن أحلف به صادقا أو كاذبا. فأقبلت على الرجل فقلت: إني لاجل نفسي عن أن يكون لهذا علي يد أو منة واجلك أيضا عن أن يكون له عليك يد أو منة، وأسأل مالك الملك الذي لا يؤنف من سؤاله ولا يستحى من التعرض لثوابه. ثم قلت: اللهم بحق محمد وآله الطيبين لما قضيت عن عبدك هذا هذا الدين. فرأيت أبواب السماء تنادي أملاكها: يا أبا الحسن مر هذا العبد يضرب بيده إلى ما شاء مما بين يديه من حجر ومدر وحصيات وتراب ليستحيل في يده ذهبا، ثم يقضي دينه منه، ويجعل ما يبقى نفقته وبضاعته التي يسد بها فاقته، ويمون بها عياله فقلت: ياعبد الله قد أذن الله بقضاء دينك، و ب‍ يسارك بعد فقرك، اضرب بيدك إلى ما تشاء مما أمامك فتناوله، فان الله يحوله في يدك ذهبا إبريزا.فتناول أحجارا ثم مدرا فانقلبت له ذهبا أحمر. ثم قلت له: افصل له منها قدر دينه فأعطه.ففعل. قلت: والباقي رزق ساقه الله تعالى إليك.وكان الذي قضاه من دينه ألفا وسبعمائة درهم. وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم، فهو من أيسر أهل المدينة. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إن الله عزوجل يعلم من الحساب مالا يبله عقول الخلق إنه يضرب ألفا وسبعمائة في ألف وسبعمائة،(ثم ما ارتفع من ذلك في مثله) إلى أن يفعل ذلك ألف مرة، ثم آخر ما يرتفع من ذلك في مثله، إلى أن يفعل ذلك ألف مرة، ثم آخر ما يرتفع من ذلك عدد ما يهبه الله لك يا علي في الجنة من القصور: قصر من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من لؤلؤ، وقصر من زبرجد، وقصر من زمرد، وقصر من جوهر، وقصر من نور رب العالمين وأضعاف ذلك من العبيد والخدم والخيل والنجب تطير بين سماء الجنة وأرضها. فقال على عليه ‌السلام: "" حمدا لربي، وشكرا "". قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وهذا العدد هو عدد من يدخلهم الله الجنة، ويرضى عنهم بمحبتهم لك، وأضعاف هذا العدد ممن يدخلهم النار من الشياطين من الجن والانس ببغضهم لك ووقيعتهم فيك، وتنقيصهم إياك.. "


   Back to List