عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله عزوجل: (فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان) قال: عدلت امرأتان في الشهادة برجل واحد، فاذا كان رجلان، أو رجل وامرأتان، أقاموا الشهادة قضي بشهادتهم. قال أمير المؤمنين عليه السلام: كنا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو يذاكرنا بقوله تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) قال: أحراركم دون عبيدكم فان الله تعالى قد شغل العبيد بخدمة مواليهم عن تحمل الشهادات وعن أدائها، وليكونوا من المسلمين منكم فان الله عزوجل إنما شرف المسلمين العدول بقبول شهاداتهم، وجعل ذلك من الشرف العاجل لهم، ومن ثواب دنياهم قبل أن يصلوا إلى الآخرة إذ جاءت امرأة، فوقفت قبالة رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: بأبي أنت وامي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، ما من امرأة يبلغها مسيري هذا إليك إلا سرها ذلك، يا رسول الله، إن الله عزوجل رب الرجال والنساء، وخالق الرجال والنساء، ورازق الرجال والنساء، وإن آدم أبوالرجال والنساء، وإن حواء ام الرجال والنساء، وإنك رسول الله إلى الرجال والنساء. فما بال امرأتين برجل في الشهادة والميراث؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيتها المرأة إن ذلك قضاء من ملك عدل، حكيم لا يجور، ولا يحيف، ولا يتحامل، لا ينفعه ما منعكن، ولا ينقصه مابذل لكن، يدبر الامر بعلمه، يا أيتها المرأة لانكن ناقصات الدين والعقل. قالت: يا رسول الله وما نقصان ديننا؟ قال: إن إحداكن تقعد نصف دهرها لا تصلي بحيضة، وإنكن تكثرن اللعن، وتكفرن النعمة تمكث إحداكن عند الرجل عشر سنين فصاعدا يحسن إليها، وينعم عليها، فاذا ضاقت يده يوما، أو خاصمها قالت له: ما رأيت منك خيرا قط. فمن لم يكن من النساء هذا خلقها فالذي يصيبها من هذا النقصان محنة عليها لتصبر فيعظم الله ثوابها، فابشري. ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من رجل ردي إلا والمرأة الرديه أردى منه، ولامن امرأة صالحة إلا والرجل الصالح أفضل منها، وما ساوى الله قط امرأة برجل إلا ما كان من تسوية الله فاطمة بعلي عليهما السلام وإلحاقها به وهي امرأة تفضل نساء العالمين، وكذلك ما كان من الحسن والحسين وإلحاق الله إياهما بالافضلين الاكرمين لما أدخلهم في المباهلة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله فألحق الله فاطمة بمحمد وعلي في الشهادة، وألحق الحسن والحسين بهم عليهمالسلام، قال الله عزوجل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين). فكان الابناء الحسن والحسين عليهما السلام جاء بهما رسول الله، فأقعدهما بين يديه كجروي الاسد وأما النساء فكانت فاطمة عليهاالسلام جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وأقعدها خلفه كلبوة الاسد وأما الانفس فكان علي بن أبي طالب عليه السلام جاء به رسول الله، فأقعده عن يمينه كالاسد، وربض هو صلى الله عليه وآله كالاسد، وقال لاهل نجران: هلموا الآن نبتهل، فنجعل لعنة الله على الكاذبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم هذا نفسي وهو عندي عدل نفسي، اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين، وقال: اللهم هذان ولداي وسبطاي، فأنا حرب لمن حاربوا، وسلم لمن سالموا، ميز الله بذلك الصادقين من الكاذبين. فجعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام أصدق الصادقين وأفضل المؤمنين، فأما محمد فأفضل رجال العالمين، وأما علي فهو نفس محمد أفضل رجال العالمين بعده، وأما فاطمة فأفضل نساء العالمين. وأماالحسن والحسين فسيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة عيسى ويحيى بن زكريا عليهمالسلام فان الله تعالى ما ألحق صبيانا برجال كاملي العقول إلا هؤلاء الاربعة: عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، والحسن، والحسين عليهمالسلام: أما عيسى فان الله تعالى حكى قصته وقال "" فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا "" قال الله عزوجل حاكيا عن عيسى عليه السلام: (قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) الآية. وقال في قصة يحيى (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا). قال: لم نخلق أحدا قبله اسمه يحيى، فحكى الله قصته إلى قوله: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) قال: ومن ذلك الحكم أنه كان صبيا فقال له الصبيان: هلم نلعب. فقال: اوه والله ما للعب خلقنا، وإنما خلقنا للجد لامر عظيم. ثم قال (وحنانا من لدنا) يعني تحننا ورحمة على والديه وسائر عبادنا (وزكوة) يعني طهارة لمن آمن به وصدقه (وكان تقيا) يتقي الشرور والمعاصي (وبرا بوالديه) محسنا إليهما مطيعا لهما (ولم يكن جبارا عصيا) يقتل على الغضب ويضرب على الغضب، لكنه ما من عبد، عبدالله عزوجل إلا وقد أخطأ أو هم بخطأ ماخلا يحيى بن زكريا، فانه لم يذنب، ولم يهم بذنب. ثم قال الله عزوجل: (وسلام عليه ويوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا). وقال في قصة يحيى وزكريا: (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) يعني لما رأى زكريا عند مريم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، وقال لها: (يا مريم أنى لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) وأيقن زكريا أنه من عند الله، إذ كان لا يدخل عليها أحد غيره، قال عند ذلك في نفسه: إن الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، لقادر أن يهب لي ولدا، وإن كنت شيخا، وكانت امرأتي عاقرا، فهنالك دعا زكريا ربه فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء). قال الله عزوجل: (فنادته الملائكة) يعني نادت زكريا. (وهو قائم يصلي في المحراب: إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله) قال: مصدقا يصدق يحيى بعيسى عليهما السلام: (وسيدا) يعني رئيسا في طاعة الله على أهل طاعته (وحصورا) وهو الذي لا يأتي النساء (ونبيا من الصالحين) وقال: وكان أول تصديق يحيى بعيسى عليهما السلام أن زكريا كان لا يصعد إلى مريم في تلك الصومعة غيره، يصعد إليها يسلم، فاذا نزل أقفل عليها، ثم فتح لها من فوق الباب كوة صغيرة يدخل عليها منها الريح. فلما وجد مريم قد حبلت ساءه ذلك، وقال في نفسه: ما كان يصعد إلى هذه أحد غيري وقد حبلت، الآن أفتضح في بني إسرائيل، لا يشكون أني أحبلتها.فجاء إلى امرأته، فقال لها ذلك، فقالت: يا زكريا لا تخف فان الله لا يصنع بك إلا خيرا. وائتني بمريم أنظر إليها، وأسألها عن حالها، فجاء بها زكريا إلى امرأته، فكفى الله مريم مؤونة الجواب عن السؤال ولما دخلت إلى اختها - وهي الكبرى ومريم الصغرى - لم تقم إليها امرأة زكريا فأذن الله ليحيى وهو في بطن امة فنخس بيده - في بطنها - وأزعجها ونادى امه: تدخل إليك سيدة نساء العالمين، مشتملة على سيد رجال العالمين، فلا تقومين إليها؟ ! فانزعجت، وقامت إليها، وسجد يحيى وهو في بطن امه لعيسى بن مريم. فذلك أول تصديقه له، فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن وفي الحسين عليهما السلام إنهما سيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة "" عيسى ويحيى "". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هؤلاء الاربعة عيسى ويحيى والحسن والحسين وهب الله لهم الحكم، وأبانهم بالصدق من الكاذبين، فجعلهم من أفضل الصادقين في زمانهم، وألحقهم بالرجال الفاضلين البالغين. وفاطمة عليهما السلام جعلها من أفضل الصادقين لما ميز الصادقين من الكاذبين. وعلي عليه السلام جعله نفس رسول الله صلى الله عليه وآله. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله جعله أفضل خلق الله عزوجل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عزوجل خيارا من كل ما خلقه، فله من البقاع خيار، وله من الليالي خيار، و من الايام خيار، وله من الشهور خيار، وله من عباده خيار، وله من خيارهم خيار: فأما خياره من البقاع فمكة، والمدينة، وبيت المقدس، وإن صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام والمسجد الاقصى - يعني مكة وبيت المقدس -. وأما خياره من الليالي فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيد. وأما خياره من الايام فأيام الجمع، والاعياد. وأما خياره من الشهور فرجب، وشعبان، وشهر رمضان. وأما خياره من عباده فولد آدم، وخياره من ولد آدم من اختارهم على علم منه بهم، فان الله عزوجل لما اختار خلقه، اختار ولد آدم، ثم اختار من ولد آدم العرب ثم اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشا، ثم اختار من قريش هاشما ثم اختارني من هاشم، وأهل بيتي كذلك، فمن أحب العرب فيحبني واحبهم، ومن أبغض العرب فيبغضي وابغضهم. "