عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أولا حدثكم بهزيمة تقع في إبليس وأعوانه وجنوده أشد مما وقعت في أعدائكم هؤلاء؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، إن إبليس إذا كان أول يوم من شعبان بث جنوده في أقطار الارض وآفاقها، يقول لهم: اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم. وإن الله عزوجل بث الملائكة في أقطار الارض وآفاقها يقول لهم: سددوا عبادي وارشدوهم. فكلهم يسعد بكم إلا من أبي وتمرد وطغى، فانه يصير في حزب إبليس وجنوده. إن الله عزوجل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا: ثم يأمر بأبواب النار فتفتح، ويأمر شجرة الزقوم فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ثم ينادي منادي ربنا عزوجل: يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسكوا بها، ترفعكم إلى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم، فاياكم وإياها، لا تؤديكم إلى الجحيم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فوالذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير والبر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤديه إلى الجنة، ومن تعاطى بابا من الشر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم، فهو مؤديه إلى النار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن. ومن صام في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن. ومن عفا عن مظلمة، فقد تعلق منه بغصن ومن أصلح بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده أو القريب وقريبه أو الجار وجاره أو الاجنبي أو الاجنبية، فقد تعلق منه بغصن.ومن خفف عن معسر من دينه أوحط عنه، فقد تعلق منه بغصن.ومن نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد أيس منه صاحبه، فأداه فقد تعلق منه بغصن.ومن كفل يتيما، فقد تعلق من بغصن.ومن كف سفيها عن عرض مؤمن، فقد تعلق منه بغصن.ومن قرأ القرآن أو شيئا منه فقد تعلق منه بغصن.ومن قعد يذكر الله ونعماءه ويشكره عليها، فقد تعلق منه بغصن.ومن عاد مريضا فقد تعلق منه بغصن. ومن شيع فيه جنازة، فقد تعلق منه بغصن.ومن عزى فيه مصابا، فقد تعلق منه بغصن.ومن بر والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن.ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن وكذلك من فعل شيئا من سائر من أبواب الخير في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، وإن من تعاطى بابا من الشر والعصيان في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم فهو مؤديه إلى النار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، فمن قصرفي صلاته المفروضة وضيعها، فقد تعلق بغصن منه.ومن كان عليه فرض صوم ففرط فيه وضيعه، فقد تعلق بغصن منه. ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله، وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه، وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه، فتركه يضيع ويعطب، ولم يأخذ بيده، فقد تعلق بغصن منه. ومن اعتذر إليه مسئ، فلم يعذره، ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته، بل أربى عليه ; فقد تعلق بغصن منه. ومن ضرب بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو الاخ وأخيه، أو القريب وقريبه، أو بين جارين، أو خليطين أو أجنبيين فقد تعلق بغصن منه. ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره، فزاد غيظا وبلاءا، فقد تعلق بغصن منه ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه، وتعدى عليه حتى أبطل دينه، فقد تعلق بغصن منه.ومن جفا يتيما وآذاه وتهضم ماله، وفقد تعلق بغصن منه. ومن وقع في عرض أخيه المؤمن، وحمل الناس على ذلك، فقد تعلق بغصن منه ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه.ومن قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب، وأنواع ظلمه لعباد الله ويفتخر بها فقد تعلق بغصن منه.ومن كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه، فقد تعلق بغصن منه. ومن مات جاره، فترك تشييع جنازته تهاونا به، فقد تعلق بغصن منه. ومن أعرض عن مصاب، وجفاه إزراءا عليه، واستصغارا له، فقد تعلق بغصن منه. ومن عق والديه أو أحدهما، فقد تعلق بغصن منه. ومن كان قبل ذلك عاقا لهما، فلم يرضهما في هذا اليوم، و هو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه. وكذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر، فقد تعلق بغصن منه. والذي بعثني بالحق نبيا، إن المتعلقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك الاغصان إلى الجنة وإن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم تخفضهم تلك الاغصان إلى الجحيم. ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إلى السماء مليا، وجعل يضحك ويستبشر ثم خفض طرفه إلى الارض، فجعل يقطب ويعبس، ثم أقبل على أصحابه فقال: والذي بعث محمد بالحق نبيا، لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها وترفع المتعلقين بها إلى الجنة، ورأيت منهم من تعلق منها بغصن ومنهم من تعلق منها بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات، وإنى لارى زيد بن حارثة قد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى عاليها، فلذلك ضحكت واستبشرت ثم نظرت إلى الارض، فوالذي بعثني بالحق نبيا، لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلقين بها إلى الجحيم، ورأيت منهم من تعلق بغصن، ورأيت منهم من تعلق منها بغصنين، أو بأغصان، على حسب اشتمالهم على القبائح، وإني لارى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها، وهي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست وقطبت. قال: ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله بصره إلى السماء ينظر إليها مليا وهو يضحك ويستبشر، ثم خفض طرفه إلى الارض وهو يقطب ويعبس. ثم أقبل على أصحابه فقال: يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لاظمأتم لله بالنهار أكبادكم، ولجوعتم له بطونكم، ولاسهرتم له ليلكم، ولانصبتم فيه أقدامكم وأبدانكم، ولانفدتم بالصدقة أموالكم، وعرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم. قالوا: وما هو يا رسول الله فداؤك الآباء والامهات والبنون والبنات والاهلون والقرابات؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الاغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة، فنادى منادي ربنا عزوجل خزانها: يا ملائكتي ! انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم، فانظروا إلى مقدار منتهى ظل ذلك الغصن، فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا ودورا وخيرات. فاعطوا ذلك: فمنهم من اعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب ومنهم من اعطي ضعفه ومنهم من اعطي ثلاثة أضعافه، وأربعة أضعافه، وأكثر من ذلك على قدر قوة إيمانهم، وجلالة أعمالهم. ولقد رأيت صاحبكم زيد بن حارثة اعطي ألف ضعف ما اعطي جميعهم على قدر فضله عليهم في قوة الايمان وجلالة الاعمال، فلذلك ضحكت واستبشرت. ولقد رأيت تلك الاغصان من شجرة الزقوم عادت إلى جهنم، فنادى منادي ربنا خزانها، يا ملائكتي انظروا من تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم في هذا اليوم فانظروا إلى منتهى مبلغ حد ذلك الغصن وظلمته، فابنوا له مقاعد من النار من جميع الجوانب، مثل مساحته قصور النيران، وبقاع غيران، وحيات، وعقارب، وسلاسل وأغلال، وقيود، وأنكال يعذب بها. فمنهم من أعد له فيها مسيرة سنة، أو سنتين، أو مائة سنة، أو أكثر على قدر ضعف إيمانهم وسوء أعمالهم. ولقد رأيت لبعض المنافقين ألف ضعف ما اعطي جميعهم على قدر زيادة كفره وشره، فلذلك قطبت وعبست. ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أقطار الارض وأكنافها، فجعل يتعجب تارة، وينزعج تارة، ثم أقبل على أصحابه فقال: طوبى للمطيعين كيف يكرمهم الله بملائكته، والويل للفاسقين كيف يخذلهم الله، ويكلهم إلى شياطينهم. والذي بعثني بالحق نبيا إني لارى المتعلقين بأغصان شجرة طوبى كيف قصدتهم الشياطين ليغووهم، فحملت عليهم الملائكة يقتلونهم ويثخنونهم ويطردونهم عنهم، فناداهم منادي ربنا: يا ملائكتي ألا فانظروا كل ملك في الارض إلى منتهى مبلغ نسيم هذا الغصن الذي تعلق به متعلق فقاتلوا الشياطين عن ذلك المؤمن وأخروهم عنه، فاني لارى بعضهم، وقد جاءه من الاملاك من ينصره على الشياطين ويدفع عنه المردة. إلا فعظموا هذا اليوم من شعبان بعد تعظيمكم لشعبان، فكم من سعيد فيه؟ وكم من شقي فيه؟ لتكونوا من السعداء فيه، ولا تكونوا من الاشقياء. قوله عزوجل: "" واستشهدوا شهيدين من رجالكم "": 282 . "