عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال على بن الحسين عليهما السلام: طلب هؤلاء الكفار الآيات، ولم يقنعوا بما أتاهم منها بما فيه الكفاية والبلاغ حتى قيل لهم: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله) أي إذا لم يقنعوا بالحجة الواضحة الدافعة فهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله، وذلك محال، لان الاتيان على الله لايجوز. وكذلك النواصب اقترحوا على رسول الله في نصب أمير المؤمنين علي عليه السلام إماما - واقترحوا - حتى اقترحوا المحال. وكذلك إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما نص على علي عليه السلام بالفضيلة والامامة وسكن إلى ذلك قلوب المؤمنين، وعاند فيه أصناف الجاحدين من المعاندين، وشك في ذلك ضعفاء من الشاكين، واحتال في السلم من الفريقين - من النبي وخيار أصحابه، ومن أصناف أعدائه - جماعة المنافقين، وفاض في صدورهم العداوة والبغضاء والحسد والشحناء حتى قال قائل المنافقين: لقد أسرف محمد في مدح نفسه ثم أسرف في مدح أخيه علي وما ذلك من عند رب العالمين، ولكنه في ذلك من المتقولين يريد أن يثبت لنفسه الرئاسة علينا حيا، ولعلي بعد موته. قال الله تعالى: يا محمد قل لهم: وأي شئ أنكرتم من ذلك؟ هو عزيز حكيم كريم، ارتضى عبادا من عباده، واختصهم بكرامات لما علم من حسن طاعاتهم، وانقيادهم لامره، ففوض إليهم امور عباده، وجعل إليهم سياسة خلقه بالتدبير الحكيم الذي وفقهم له. أولا ترون ملوك الارض إذا ارتضى أحدهم خدمة بعض عبيده، ووثق بحسن اضطلاعه بما يندب له من امور ممالكه، جعل ماوراء بابه إليه، واعتمد في سياسة جيوشه ورعاياه عليه. كذلك محمد في التدبير الذي رفعه له ربه، وعلي من بعده الذي جعله وصيه وخليفته في أهله، وقاضي دينه، ومنجز عداته، والمؤازر لاوليائه، والمناصب لاعدائه فلم يقنعوا بذلك، ولم يسلموا وقالوا: ليس الذي يسنده إلى ابن أبي طالب عليه السلام بأمر صغير، إنما هو دماء الخلق، ونساؤهم، وأولادهم، وأموالهم، وحقوقهم وأنسابهم ودنياهم وآخرتهم، فليأتنا بآية تليق بجلالة هذه الولاية. "