Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" إن الله تعالى إذا كان عشية عرفة وضحوة يوم منى، باهى كرام ملائكته بالواقفين بعرفات ومنى وقال لهم: هؤلاء عبادي وإمائي حضروني ههنا من البلاد السحيقة، شعثا غبرا، قد فارقوا شهواتهم، وبلادهم وأوطانهم، وأخوانهم ابتغاء مرضاتي، ألا فانظروا إلى قلوبهم وما فيها، فقد قويت أبصاركم يا ملائكتي على الاطلاع عليها. قال: فتطلع الملائكة على قلوبهم، فيقولون: يا ربنا اطلعنا عليها، وبعضها سود مدلهمة يرتفع عنها دخان كدخان جهنم. فيقول الله: اولئك الاشقياء الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟ تلك قلوب خاوية من الخيرات، خاليا من الطاعات، مصرة على المرديات المحرمات، تعتقد تعظيم من أهناه، وتصغير من فخمناه وبجلناه، لئن وافوني كذلك لاشددن عذابهم، ولاطيلن حسابهم. تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله كذب على الله أو غلط عن الله في تقليده أخاه ووصيه إقامة أود عباد الله، والقيام بسياساتهم، حتى يروا الامن في إقامة الدين في انقاذ؟؟ الهالكين، وتعليم الجاهلين، وتنبيه الغافلين الذين بئس المطايا إلى جهنم مطاياهم. ثم يقول الله عزوجل: يا ملائكتي انظروا. فينظرون فيقولون: يا ربنا قد اطلعنا على قلوب هؤلاء الآخرين، وهي بيض مضيئة ترفع عنها الانوار إلى السماوات والحجب، وتخرقها إلى أن تستقر عند ساق عرشك يا رحمن. يقول الله عزوجل: اولئك السعداء الذين تقبل الله أعمالهم وشكر سعيهم في الحياة الدنيا، فانهم قد أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات، مشتملة على الطاعات، مدمنة على المنجيات المشرفات، تفتقد تعظيم من عظمناه، وإهانة من أرذلناه، لئن وافوني كذلك لاثقلن من جهة الحسنات موازينهم، ولا خففن من جهة السيئات موازينهم، ولا عظمن أنوارهم، ولاجعلن في دار كرامتي ومستقر رحمتي محلهم وقرارهم. تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله هو الصادق في كل أقواله، المحق في كل أفعاله، الشريف في كل خلاله، المبرز بالفضل في جميع خصاله وأنه قد أصاب في نصبه أمير المؤمنين عليا إماما، وعلما على دين الله واضحا، واتخذوا أمير المؤمنين عليه ‌السلام إمام هدى، واقيا من الردى، الحق ما دعا إليه، والصواب والحكمة ما دل عليه، والسعيد من وصل حبله بحبله، والشقي الهالك من خرج من جملة المؤمنين به والمطيعين له. نعم المطايا إلى الجنان مطاياهم، سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان، ونسقيهم من الرحيق المختوم من أيدي الوصائف والولدان، وسوف نجعلهم في دار السلام من رفقاء محمد نبيهم زين أهل الاسلام، وسوف يضمهم الله تعالى إلى جملة شيعة علي القرم الهمام، فنجعلهم بذلك من ملوك جنات النعيم، الخالدين في العيش السليم، والنعيم المقيم. هنيئا لهم هنيئا جزاء‌ا بما اعتقدوه وقالوا، بفضل الله الكريم الرحيم نالوا ما نالوه. قوله عزوجل: "" واذكروا الله في أيام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم اليه تحشرون""203. "


   Back to List