Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قوله عزوجل:(ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) من صفة محمد وصفة علي وحليته(والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) قال: والذى أنزلناه من بعد الهدى، هو ما أظهرناه من الايات على فضلهم ومحلهم. كالغمامة التي كانت تظلل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في أسفاره، والمياه الاجاجة التي كانت تعذب في الابار والموارد ببصاقه والاشجار التى كانت تتهدل ثمارها بنزوله تحتها، والعاهات التى كانت تزول عمن يمسح يده عليه، أو ينفث بصاقه فيها. وكالايات التي ظهرت على علي عليه ‌السلام من تسليم الجبال والصخور والاشجار قائلة: "" يا ولي الله، ويا خليفة رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله "" والسموم القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها ولم يصبه بلاؤها، والافعال العظيمة: من التلال والجبال التي قلعها ورمى بها كالحصاة الصغيرة، وكالعاهات التي زالت بدعائه، والافات والبلايا التي حلت بالاصحاء بدعائه، وسائرها مما خصه الله تعالى به من فضائله. فهذا من الهدى الذي بينه الله للناس في كتابه، ثم قال:(اولئك) أي اولئك الكاتمون؟؟ لهذه الصفات من محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ومن علي عليه ‌السلام المخفون لها عن طالبيها الذين يلزمهم ابداؤها لهم عند زوال التقية(يلعنهم الله) يلعن الكاتمين(ويلعنهم اللاعنون). فيه وجوه: منها(يلعنهم اللاعنون) أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا الا وهو يقول: لعن الله الظالمين الكاتمين للحق، ان الظالم الكاتم للحق ذلك يقول أيضا لعن الله الظالمين الكاتمين، فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين، وفي لعن أنفسهم. ومنها: أن الاثنين اذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان، فاستأذنتا ربهما في الوقوع لمن بعثتا عليه. فقال الله عزوجل للملائكة: انظروا، فان كان اللاعن أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن. وان كان المشار اليه أهلا، وليس اللاعن أهلا فوجهوهما اليه.وان كانا جميعا لها أهلا، فوجهوا لعن هذا إلى ذلك، ووجهوا لعن ذلك إلى هذا. وان لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما، وان الضجر أحوجهما إلى ذلك، فوجهوا اللعنتين إلى اليهود الكاتمين نعت محمد وصفته؟؟ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وذكر علي عليه ‌السلام وحليته، والى النواصب الكاتمين لفضل علي، والدافعين لفضله. ثم قال الله عزوجل:(الا الذين تابوا) من كتمانه(وأصلحوا) أعمالهم، وأصلحوا ماكانوا أفسدوه بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحق(وبينوا) ما ذكره الله تعالى من نعت محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وصفته ومن ذكر علي عليه ‌السلام وحليته، وما ذكره رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله(فاولئك أتوب عليهم) أقبل توبتهم(وأنا التواب الرحيم). قوله عزوجل: "" ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون "" 162. "


   Back to List