Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قال الله تعالى(وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) من الدين بل دينهم باطل وكفر،(وقالت النصارى ليست اليهود على شئ) من الدين بل دينهم باطل وكفر(وهم يتلون - اليهود - الكتاب) التوراة. فقال: هؤلاء وهؤلاء مقلدون بلا حجة وهم يتلون الكتاب فلا يتأملونه ليعملوا بما يوجبه فيتخلصوا من الضلالة. ثم قال(كذلك قال الذين لا يعلمون) الحق ولم ينظروا فيه من حيث أمرهم الله فقال بعضهم لبعض - وهم مختلفون - كقول اليهود والنصارى بعضهم لبعض، هؤلاء يكفر هؤلاء، وهؤلاء يكفر هؤلاء. ثم قال الله تعالى(فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) في الدنيا يبين ضلالهم وفسقهم، ويجازي كل واحد منهم بقدر استحقاقه. وقال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما ‌السلام: انما انزلت الاية لان قوما من اليهود، وقوما من النصارى جاء‌وا إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقالوا: يا محمد اقض بيننا. فقال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: قصوا علي قصتكم. فقالت اليهود: نحن المؤمنون بالاله الواحد الحكيم وأوليائه، وليست النصارى على شئ من الدين والحق. وقالت النصارى: بل نحن المؤمنون بالاله الواحد الحكيم وأوليائه وليست هؤلاء اليهود على شئ من الحق والدين. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: كلكم مخطئون مبطلون فاسقون عن دين الله وأمره. فقالت اليهود: كيف نكون كافرين وفينا كتاب الله التوراة نقرأه؟ وقالت النصارى: كيف نكون كافرين وفينا كتاب الله الانجيل نقرأه؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: انكم خالفتم أيها اليهود والنصارى كتاب الله ولم تعملوا به، فلو كنتم عاملين بالكتابين لما كفر بعضكم بعضا بغير حجة، لان كتب الله أنزلها شفاء من العمى، وبيانا من الضلالة، يهدي العاملين بها إلى صراط مستقيم، كتاب الله اذا لم تعملوا به كان وبالا عليكم، وحجة الله اذا لم تنقادوا لها كنتم لله عاصين ولسخطه متعرضين. ثم أقبل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله على اليهود فقال: احذروا أن ينالكم بخلاف أمر الله وبخلاف كتابه ماأصاب أوائلكم الذين قال الله تعالى فيهم(فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) وأمروا بأن يقولوه. قال الله تعالى(فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء) عذابا من السماء طاعونا نزل بهم، فمات منهم مائة وعشرون ألفا، ثم أخذهم بعد قباع فمات منهم مائة وعشرون ألفا أيضا، وكان خلافهم أنهم لما بلغوا الباب رأوا بابا مرتفعا فقالوا: ما بالنا نحتاج إلى أن نركع عند الدخول هاهنا، ظننا أنه باب متطامن لابد من الركوع فيه، وهذا باب مرتفع، والى متى يسخربنا هؤلاء؟ - يعنون موسى ثم يوشع بن نون - ويسجدوننا في الاباطيل، وجعلوا أستاهم نحو الباب، وقالوا بدل قولهم حطة الذي أمروا به: هطا سمقانا، يعنون حنطة حمراء، فذلك تبديلهم. "


   Back to List