Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وقال الصادق عليه ‌السلام: قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: فأنزل الله:(الحمد لله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فكان في هذه الاية ردا على ثلاثة أصناف منهم: لما قال:(الحمد لله الذي خلق السموات والارض). فكان ردا على الدهرية الذين قالوا: الاشياء لابدء لها وهي دائمة. ثم قال(وجعل الظلمات والنور) فكان ردا على الثنوية الذين قالوا: ان النور والظلمة هما المدبران. ثم قال(ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فكان ردا على مشركي العرب الذين قالوا: ان أوثاننا آلهة. ثم أنزل الله تعالى(قل هو الله أحد) إلى آخرها، فكان فيها ردا على كل من ادعى من دون الله ضدا أو ندا. قال: فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لاصحابه: قولوا:(اياك نعبد) أي نعبد واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: ان الاشياء لابدء لها وهي دائمة، ولا كما قالت الثنوية الذين قالوا: ان النور والظلمة هما المدبران، ولا كما قال مشركو العرب: ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا، ولا ندعو من دونك الها كما يقول هؤلاء الكفار، ولا نقول كما قالت اليهود والنصارى: ان لك ولدا، تعاليت عن ذلك علوا كبيرا. قال: فذلك قوله:(وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى). وقال غيرهم من هؤلاء الكفار ما قالوا، قال الله تعالى: يا محمد(تلك أمانيهم) التي يتمنونها بلا حجة(قل هاتوا برهانكم) و حجتكم على دعواكم(ان كنتم صادقين) كما أتى محمد ببراهينه التي سمعتموها. ثم قال:(بلى من أسلم وجهه لله) يعنى كما فعل هؤلاء الذين آمنوا برسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لما سمعوا براهينه وحججه(وهو محسن) في عمله لله. (فله أجره - ثوابه - عند ربه) يوم فصل القضاء(ولا خوف عليهم) حين يخاف الكافرون مما يشاهدونه من العقاب(ولا هم يحزنون) عند الموت لان البشارة بالجنان تأتيهم. قوله عزوجل: "" وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون: "" 113. "


   Back to List