Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما ‌السلام: إن الله تعالى لما وبخ هؤلاء اليهود على لسان رسوله محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وقطع معاذيرهم، وأقام عليهم الحجج الواضحة بأن محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله سيد النبيين وخير الخلائق أجمعين، وأن عليا سيد الوصيين، وخير من يخلفه بعده في المسلمين، وأن الطيبين من آله هم القوام بدين الله والائمة لعباد الله عزوجل، وانقطعت معاذيرهم وهم لا يمكنهم إيراد حجة ولا شيهة، فجاء‌وا إلى أن كابروا، فقالوا: لاندري ما تقول، ولكنا نقول إن الجنة خالصة لنا من دونك يا محمد ودون علي ودون أهل دينك وامتك وإنا بكم مبتلون و ممتحنون، ونحن أولياء الله المخلصون وعباده الخيرون، ومستجاب دعاؤنا، غير مردود علينا بشئ من سؤالنا ربنا. فلما قالوا ذلك قال الله تعالى لنبيه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله:(قل) يا محمد لهؤلاء اليهود:(إن كانت لكم الدار الاخرة) الجنة ونعيمها(خالصة من دون الناس) محمد وعلي والائمة، وسائر الاصحاب ومؤمني الامة، وأنكم بمحمد وذريته ممتحنون، وأن دعاء‌كم مستجاب غير مردود(فتمنوا الموت) للكاذبين منكم ومن مخالفيكم، فان محمدا وعلى وذويهما يقولون: "" إنهم هم أولياء الله عزوجل من دون الناس الذين يخالفونهم في دينهم، وهم المجاب دعاؤهم "" فان كنتم معاشر اليهود كما تدعون، فتمنوا الموت للكاذبين منكم ومن مخالفيكم. (إن كنتم صادقين) بأنكم أنتم المحقون، المجاب دعاؤكم على مخالفيكم، فقولوا: "" اللهم أمت الكاذب منا ومن مخالفينا "" ليستريح منه الصادقون، ولتزداد حجتكم وضوحا بعد أن قد صحت ووجبت. ثم قال لهم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بعد ما عرض هذا عليهم: لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه فمات مكانه. وكانت اليهود علماء بأنهم هم الكاذبون، وأن محمدا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وعليا عليه ‌السلام ومصدقيهما هم الصادقون، فلم يجسروا أن يدعوا بذلك لعلمهم بأنهم إن دعوا فهم الميتون. فقال الله تعالى:(ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم) يعني اليهود لن يتمنوا الموت بما قدمت أيديهم من كفرهم بالله، وبمحمد رسول الله ونبيه وصفيه، وبعلي أخي نبيه ووصيه وبالطاهرين من الائمة المنتجبين. قال الله تعالى:(والله عليم بالظالمين) اليهود أنهم لا يجسرون أن يتمنوا الموت للكاذب، لعلمهم بأنهم هم الكاذبون، ولذلك آمرك أن تبهرهم بحجتك وتأمرهم أن يدعوا على الكاذب، ليمتنعوا من الدعاء، ويتبين للضعفاء أنهم هم الكاذبون، ثم قال: يا محمد(ولتجدنهم) يعني تجد هؤلاء اليهود(أحرص الناس على حياة) وذلك ليأسهم من نعيم الآخرة - لانهماكهم في كفرهم - الذي يعلمون أنه لاحظ لهم معه في شئ من خيرات الجنة. (ومن الذين أشركوا) قال تعالى: هؤلاء اليهود(أحرص الناس على حياة) وأحرص(من الذين أشركوا) على حياة يعني المجوس لانهم لا يرون النعيم إلا في الدنيا، ولا يأملون خيرا في الآخرة، فلذلك هم أشد الناس حرصا على حياة. ثم وصف اليهود فقال:(يود - يتمنى - أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو - التعمير ألف سنة - بمزحزحه - بمباعده - من العذاب أن يعمر) تعميره وإنما قال:(وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر) ولم يقل:(وما هو بمزحزحه) فقط لانه لو قال(وما هو بمزحزحه من العذاب والله بصير) لكان يحتمل أن يكون(وما هو) يعني وده وتمنيه(بمزحزحه) فلما أراد: وما تعميره، قال:(وما هو بمزحزحه أن يعمر). ثم قال:(والله بصير بما يعملون) فعلى حسبه يجازيهم ويعدل عليهم ولا يظلمهم. "


   Back to List