عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال الامام عليه السلام: ما أظهر الله عزوجل لنبى تقدم آيه إلا وقد جعل لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام مثلها وأعظم منها. قيل: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله فأي شئ جعل لمحمد وعلي عليهما السلام ما يعدل آيات عيسى: من إحياء الموتى، وإبراء الاكمه والابرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون؟ قال عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمشي بمكة وأخوه علي عليه السلام يمشي معه وعمه أبولهب خلفه - يرمي عقبه بالاحجار وقد أدماه - ينادي معاشر قريش: هذا ساحر كذاب فافقدوه واهجروه واجتنبوه. وحرش عليه أوباش قريش، فتبعوهما ويرمونهما(بالاحجار فما منها) حجر أصابه إلا وأصاب عليا عليه السلام. فقال بعضهم: يا علي ألست المتعصب لمحمد صلى الله عليه وآله، والمقاتل عنه، والشجاع الذي لا نظير لك مع حداثة سنك، وأنك لم تشاهد الحروب، ما بالك لا تنصر محمدا ولا تدفع عنه؟ فناداهم على عليه السلام "" معاشر أوباش قريش لا أطيع محمدا بمعصيتي له، لو أمرني لرأيتم العجب"". وما زالوا يتبعونه حتى خرج من مكة فأقبلت الاحجار على حالها تتدحرج، فقالوا: الان تشدخ هذه الاحجار محمدا وعليا ونتخلص منهما. وتنحت قريش عنه خوفا على أنفسهم من تلك الاحجار، فرأوا تلك الاحجار قد أقبلت على محمد وعلي عليهما السلام، كل حجر منها ينادي: السلام عليك يا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. السلام عليك يا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. السلام عليك يا رسول رب العالمين.وخير الخلق أجمعين. السلام عليك يا سيد الوصيين ويا خليفة رسول رب العالمين. وسمعها جماعات قريش فوجموا فقال عشرة من مردتهم وعناتهم: ما هذه الاحجار تكلمهما، ولكنهم رجال في حفرة بحضرة الاحجار، قد خبأهم محمد تحت الارض فهي تكلمهما لغيرنا ويختدعنا. فأقبلت عند ذلك أحجار عشرة من تلك الصخور، وتحلقت وارتفعت فوق العشرة المتكلمين بهذا الكلام، فما زالت تقع بهاماتهم وترتفع وترضضها حتى ما بقي من العشرة أحد إلا سال دماغه ودماؤه من منخريه، وتخلخل رأسه وهامته ويافوخه فجاء أهلوهم وعشائرهم يبكون ويضجون، يقولون: أشد من مصابنا بهؤلاء تبجح محمد وتبذخه بأنهم قتلوا بهذه الاحجار فصار ذلك آية له ودلالة ومعجزة. فأنطق الله عزوجل جنائزهم فقالت: صدق محمد وما كذب، وكذبتم وما صدقتم. واضطربت الجنائز، ورمت من عليها، وسقطوا على الارض ونادت: ما كنا لننقاد ليحمل علينا أعداء الله إلى عذاب الله. فقال أبوجهل(لعنه الله): إنما سحر محمد هذه الجنائز كما سحر تلك الاحجار والجلاميد والصخور، حتى وجد منها من النطق ما وجد، فان كانت - قتل هذه الاحجار هؤلاء - لمحمد آية له وتصديقا لقوله، وتثبيتا لامره، فقالوا له: يسأل من خلقهم أن يحييهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن قد سمعت اقتراح الجاهلين، وهؤلاء عشرة قتلى، كم جرحت بهذه الاحجار التي رمانا بها القوم يا علي؟ قال على عليه السلام: جرحت(أربع جراحات) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد جرحت أنا ست جراحات، فليسأل كل واحد منا ربه أن يحيي من العشرة بقدر جراحاته. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله لستة منهم فنشروا، ودعا علي عليه السلام لاربعة منهم فنشروا. ثم نادى المحيون: معاشر المسلمين إن لمحمد وعلي شأنا عظيما في الممالك التي كنا فيها، لقد رأينا لمحمد صلى الله عليه وآله مثالا على سرير عند البيت المعمور، وعند العرش، ولعلي عليه السلام مثالا عند البيت المعمور وعند الكرسي وأملاك السماوات والحجب وأملاك العرش يحفون بهما ويعظمونهما ويصلون عليهما، ويصدرون عن أوامرهما، ويقسمون بهما على الله عزوجل لحوائجهم إذا سألوه بهما. فآمن منهم سبعة نفر، وغلب الشقاء على الآخرين. "