Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إن العبد إذا أصبح، أو الامة إذا أصبحت، أقبل الله تعالى عليه وملائكته - ليستقبل ربه عزوجل بصلاته - فيوجه إليه رحمته ويفيض عليه كرامته، فان وفى بما أخذ عليه، فأدى الصلاة على ما فرضت، قال الله تعالى للملائكة خزان جنانه وحملة عرشه: قد وفى عبدي هذا، ففوا له. وإن لم يف، قال الله تعالى: لم يف عبدي هذا، وأنا الحليم الكريم، فان تاب تبت عليه، وإن أقبل على طاعتي أقبلت عليه برضواني ورحمتي. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: قال الله تعالى: وإن كسل عما اريد، قصرت في قصوره حسنا وبهاء‌ا وجلالا، وشهرت في الجنان بأن صاحبها مقصر. وقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وذلك أن الله عزوجل أمر جبرئيل ليلة المعراج فعرض علي قصور الجنان، فرأيتها من الذهب والفضة، ملاطها المسك والعنبر، غير أني رأيت لبعضها شرفا عالية، ولم أر لبعضها. فقلت: يا حبيبي جبرئيل ما بال هذه بلا شرف كما لسائر تلك القصور؟ فقال: يا محمد هذه قصور المصلين فرائضهم، الذين يكسلون عن الصلاة عليك وعلى آلك بعدها. فان بعث مادة لبناء الشرف من الصلاة على محمد وآله الطيبين بنيت له الشرف وإلا بقيت هكذا، حتى يعرف سكان الجنان أن القصر الذي لا شرف له هو الذي كسل صاحبه بعد صلاته عن الصلاة على محمد وآله الطيبين. ورأيت فيها قصورا منيفة مشرقة عجيبة الحسن، ليس لها أمامها دهليز ولا بين أيديها بستان، ولا خلفها، فقلت: مابال هذه القصور لا دهيلز بين أيديها؟ ولا بستان خلف قصرها؟ فقال: يا محمد هذه قصور المصلين الصلوات الخمس، الذين يبذلون بعض وسعهم في قضاء حقوق إخوانهم المؤمنين دون جميعها، فلذلك قصورهم مسترة بغير دهيلز أمامها، وغير بستان خلفها. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: ألا فلا تتكلوا على الولاية وحدها، وأدوا ما بعدها من فرائض الله، وقضاء حقوق الاخوان، واستعمال التقية، فانهما اللذان يتممان الاعمال ويقصران بها. قوله عزوجل: "" واذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماء‌كم ولاتخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون . ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون . اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون "": 86 . "


   Back to List