Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قال الله عزوجل:(وقالوا) يعني اليهود المصرون المظهرون للايمان، المسرون للنفاق، المدبرون على رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وذويه بما يظنون أن فيه عطبهم(لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) وذلك أنه كان لهم أصهار وإخوه رضاع من المسلمين يسرون كفرهم عن محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وصحبه، وإن كانوا به عارفين، صيانة لهم لارحامهم وأصهارهم. قال لهم هؤلاء: لم تفعلون هذا النفاق الذي تعلمون أنكم به عند الله مسخوط عليكم معذبون؟ أجابهم هؤلاء اليهود: بأن مدة ذلك العذاب الذي نعذب به لهذه الذنوب(أياما معدودة) تنقضي، ثم نصير بعد في النعمة في الجنان، فلا نتعجل المكروه في الدنيا للعذاب الذي هو بقدر أيام ذنوبنا، فانها تفنى وتنقضي، ونكون قد حصلنا لذات الحرية من الخدمة ولذات نعمة الدنيا، ثم لا نبالي بما يصيبنا بعد فانه إذا لم يكن دائما فكأنه قد فنى. فقال الله عزوجل:(قل - يا محمد - أتخذتم عند الله عهدا) أن عذابكم على كفركم بمحمد ودفعكم لآياته في نفسه، وفي علي وسائر خلفائه وأوليائه منقطع غير دائم؟ بل ما هو إلا عذاب دائم لا نفاد له، فلا تجتروا على الآثام والقبائح من الكفر بالله وبرسوله وبوليه المنصوب بعده على امته، ليسوسهم ويرعاهم سياسة الوالد الشفيق الرحيم الكريم لولده، ورعاية الحدب المشفق على خاصته(فلن يخلف الله عهده) فكذلك أنتم بما تدعون من فناء عذاب ذنوبكم هذه في حرز(أم تقولون على الله مالا تعلمون) اتخذتم عهدا؟ أم تقولون؟ بل أنتم في أيهما ادعيتم كاذبون ثم قال الله عزوجل ردا عليهم:(بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون): 81 . "


   Back to List